ان أرض آسية أيضا ليست بمستوية المزاج كلها لكنها مخالفة وذلك أن كل مدينة منها موضوعة فى وسط ما بين الحار والبارد فمزاجها معتدل وأشجارها عظيمة ذاهبة فى السماء وينابيعها عذبة مرئة أقول المياه النازلة من السماء والتى تنبع من الارض وذلك أنها لم تحترق من زيادة حرارة ولم تيبس من زيادة يبس وقلة المياه ولم تضر من زيادة البرودة الشديدة وانها جنوبية كثيرة الامطار كثيرة الثلوج والفاكهة فيها كثيرة ما يكون من البزور والغروس (وما) تنبتها الارض من ذاتها وان الناس يأكلون ثمار أشجارالبر لانهم ينقلونها من موضعها وينصبونها فى مواضع موافقة فتكون جيدة وان ما فيها من الماشية مخصبة يكثر نتاجها وتربيتها حسنة
وان الناس فيها أهل خير كثير وأخلاق كريمة ولحوم أبدانهم كثيرة ولهم أجسام وأبدان عظيمة وصور حسنة جميلة وقل ما يخالف بعضهم بعضا فى العظم والصورة والجمال والبسطة
ان طبيعة بلاد هذا الجند واعتدال أزمانها مقارب لمزاج الربيع وتشبهه
Page 121