Ahsan al-taqasim fi maʿrifat al-aqalim
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
ومسلة الى قوم ثم يتوارثونها فحملها أحدهم الى ذلك النبت فقلعه على اسم صاحب العلة بريء ولو كان بالشاش ويستنفع الرجل بالدرهم وكان يقال عجائب الدنيا ثلاث منارة الاسكندرية وقنطرة سنجة وكنيسة الرها فلما بنى المسجد الأقصى جعل بدل الكنيسة فلما هدمته الزلزلة جعل موضعه جامع دمشق وهذه القنطرة على خمسة فراسخ من جبل الجودى كبيرة شاهقة متصلة بالجبل على حجر مخوج مركبة إذا زاد عليها الماء اهتزت ويجب ان نذكر أسباب القسطنطينية لان للمسلمين بها دارا يجتمعون فيها ويظهرون الإسلام بها وقد كثر الاختلاف والكذب فيها وامر البلد ومساحته وبنيانه فرأيت ان اصور ذلك للعيون وأوضحه للقلوب واذكر الطرق اليها لحاجة المسلمين الى ذلك وقصدهم في شراء الأسارى والرسالات والغزو والتجارات، اعلم ان مسلمة بن عبد الملك لما غزا بلد الروم ودخل هذا المصر شرط على كلب الروم بناء دار بإزاء قصره في الميدان ينزلها الوجوه والاشراف إذا أسروا ليكونوا تحت كنفه وتعاهده فأجابه الى ذلك وبنى دار البلاط والبلاط خلف الميدان يصنع به الديباج الملكى، فالقسطنطينية تكون في العظم مثل البصرة أو أصغر بناؤهم حجر وهي محصنة كسائر البلدان منيعة بحصن واحد لا غير، والبحر من جانب على حافته الميدان ودار البلاط ودار الملك على صف والميدان بين الدارين أبوابها متقابلة في وسط الميدان دكة
Error auctoris qui duos pontes confundit; vid. suprap. 931 f
Page 147