قال: «ومن أيضا؟»
قال: «ابنة المعلم مرقس هذا فإنها شريكة في سرقة الأسطوانة.»
فقال: «من يحضرها؟»
قال: «أنا أحضرها.»
فوقع الكلام وقع السهام في قلب مرقس فأراد أن يعارض في إحضارها فقال: «لا يا سيدي إذا ذهب لا يرجع فإنه سريع الهرب.»
قال زكريا: «يرسل مولاي من يشاء من الجند معي حتى أعود؛ فإن الفتاة على مقربة من هذا المكان.»
فأمر ابن طولون بعض الحراس أن يذهبوا مع زكريا ويعودوا به، ومكث الأمير وسعيد ومرقس في انتظار مجيء البطريرك ودميانة. وشغل ذهن ابن طولون بما سمعه من اشتراك سعيد في الدسائس على الدولة، فنظر إليه وقال: «سعيد! ألم نرفع قدرك ونجعلك من خاصتنا؟»
قال: «ومن ينكر ذلك؟ إني غارق في نعم مولاي الأمير، وحاش لله أن أسعى في غير خدمته.»
قال: «فالمعلم مرقس كاذب فيما يقول ؟»
قال: «سيظهر ذلك قريبا يا سيدي. وهذا هو الكتاب الذي يزعم أن زكريا حمله من البطريرك ميخائيل إلى ملك النوبة.»
Unknown page