116

Ahlam Min Abi

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Genres

حتى أتجنب التعرض لإحراج أكثر من ذلك قررت أن أخرج في الشوط الثالث وأشاهد كايل وهو يلعب. لم يكن أداؤه سيئا، لكنه كان يراقب لاعبا يتجاوزني في العمر ببضع سنوات، كان يعمل ممرضا في مستشفى، وكان قصير القامة، لكن أداءه في الملعب عنيف وسريع جدا. وبعد بضع لعبات أصبح واضحا أن الرجل عرف طريقة لعب كايل. وبعد أن أحرز ثلاث نقاط على التوالي بدأ يتحدث معه الحديث المعتاد. «ألا تستطيع أن تلعب أفضل من ذلك أيها الصبي؟ كيف ستسمح لرجل كبير مثلي بأن يجعل صورتك بهذا السوء؟»

لم يرد كايل عليه لكن اللعب بينهما أصبح عنيفا. وعندما تحرك الرجل تجاه السلة ارتطم به كايل بشدة فوقع الرجل على الأرض. وبعدها ألقى الرجل الكرة تجاه صدر كايل، ثم استدار ناحية أحد زملائه. وقال: «أترى؟ هذا الوضيع لا يستطيع الدفاع ...»

على حين غرة ودون سابق إنذار استدار كايل. ولكم فك الرجل بقبضة يده وأسقطه على الأرض. جريت إلى الملعب بعد أن أبعد اللاعبون الآخرون كايل بالفعل عن الرجل. كانت عيناه متسعتين وصوته مرتعدا وهو يشاهد محاولة وصول الممرض إلى قدميه بصعوبة وهو يبصق قدرا كبيرا من الدماء.

همهم كايل بتذمر: «لست وضيعا.» وأعادها قائلا: «لست وضيعا.»

كنا محظوظين لأنه حين اتصل أحد الحضور بضابط الأمن في الطابق السفلي لم يعترف الممرض بالحادث لشعوره بالإحراج. وفي طريق عودتنا أعطيت كايل محاضرة طويلة عن الاحتفاظ بهدوئه، وعن العنف، وعن المسئولية. بدت كلماتي سخيفة وخالية من أي معنى وجلس كايل دون أن يرد علي بكلمة واحدة، وكان لا ينظر إلا إلى الطريق. وعندما انتهيت استدار ناحيتي وقال: «لا تقل لأمي شيئا، اتفقنا؟»

اعتقدت وقتئذ أن هذا مؤشر طيب. وقلت إنني لن أذكر لروبي شيئا مما حدث ما دام أنه لن يتحدث معها بشأنه ووافق على مضض.

كان كايل صبيا حسنا لأنه كان لا يزال مهتما بشيء ما. لكن هل كان هذا كافيا لإنقاذه؟ •••

بعد أسبوع من مغامرتي أنا وجوني في هايد بارك، قررت أنه حان الوقت للتعامل مع المدارس العامة.

بدا هذا الموضوع منطقيا لنا. ولم يعد الفصل العنصري يثير اهتمامنا كثيرا؛ فقد تخلى البيض عن نظام المدارس العامة. ولم تعد مدارس البيض أو السود مكتظة بالطلاب، على الأقل في المدارس الثانوية بأحياء السود لأن نصف الطلاب الجدد فقط كانوا يضطرون إلى البقاء في المدارس لحين التخرج. وخلافا لذلك، فقد ظلت مدارس شيكاغو في حالة من الأزمات الدائمة؛ فعجز الميزانية السنوية يصل إلى مئات الملايين من الدولارات، وهناك نقص في الكتب المدرسية وورق الحمامات، واشتراك نقابة المعلمين في إضراب مرة كل سنتين على الأقل، والتعامل من منطلق بيروقراطية قاسية وتشريع دولة غير مبال. وكنت كلما ازدادت معرفتي بالنظام ازداد اقتناعي بأن إصلاح المدارس هو الحل الممكن الوحيد لمأساة الشباب الذين رأيتهم في الشارع، وأنه في ظل عدم وجود عائلات مستقرة أو احتمالات للعمل في وظائف مهنية معتمدة على المجهود البدني، يكون التعليم هو آخر أمل لهم. لذا ففي شهر أبريل - في أثناء عملي في قضايا أخرى - وضعت خطة عمل للنشاط التنظيمي وبدأت أوزعها على القادة.

على أن هذه الخطة لم تترك في نفوسهم انطباعات قوية مؤثرة.

Unknown page