لم يتبق داخل مكان عقد الاجتماع سوى بعض أولياء الأمور. ووقفت ليندا في أحد الأركان تبكي بحرقة. اتجهت نحوها ووضعت ذراعي حول كتفها.
وقلت: «هل أنت بخير؟»
قالت وهي تحاول إرجاع دموعها: «إنني محرجة للغاية.» وتابعت: «لا أعرف ماذا حدث يا باراك. في ظل حضور كل هؤلاء الناس ... يبدو أنني دائما ما أفسد الأمور.»
قلت لها: «إنك لا تفسدين الأمور. وإذا كان هناك من فعل ذلك فلا بد أنه أنا.» جمعت الآخرين حولها وحاولت أن أشجعهم. وقلت إن عدد الحضور كان هائلا، وهذا يعني أن الناس كانوا مستعدين للمشاركة وأن معظمهم لا يزالون يدعمون مجهوداتنا. ولا بد أن نتعلم من أخطائنا.
قالت شيرلي: «ومن المؤكد أن المدير الآن يعرف من نكون.»
أثارت هذه الجملة بعض الضحكات الواهنة. وقالت سادي إنها مضطرة للعودة إلى المنزل، أما أنا فقد أخبرت المجموعة أن باستطاعتي ترتيب المكان. وعندما شاهدت بيرناديت وهي تحمل تايرون نائما بذراع واحدة وتشعر بالتعب من ثقل وزنه وهي تتجول في المكان، شعرت بتقلص في معدتي. ربتت دكتورة كوليار على كتفي.
وسألتني: «إذن من يستطيع أن يخفف عنك ما تشعر به؟»
هززت رأسي. «لقد أقبلت على المخاطرة أملا في تحقيق ما تريد، وستتحسن الأحوال بين الحين والآخر.» «لكن النظرات التي تعلو وجوههم ...»
قالت كوليار: «لا تقلق.» وتابعت: «إنهم صامدون. لكن ليس كما يبدو - بما فيهم أنت ونحن جميعا. وهم سيتغلبون على المشكلة. ذلك لأن حدوث شيء كهذا يعد جزءا من بلوغ مرحلة النضج. وفي بعض الأحيان تكون هذه المرحلة مؤلمة.» •••
كان يمكن أن تصبح النتائج العكسية أسوأ. لكن لأننا بدأنا الاجتماع في وقت متأخر عن الوقت المحدد له فلم تستطع سوى محطة تليفزيونية واحدة إعادة عرض تلك الحرب بين ليندا والمدير. وعلقت إحدى الصحف صباحا على الإحباط الذي شعر به السكان نتيجة استجابة هيئة الإسكان البطيئة لمشكلة الأسبستوس وتأخر المدير مساء الاجتماع. وفي الواقع فإنه كان باستطاعتنا أن نعلن أن الاجتماع كان نصرا من نواح عدة؛ ففي الأسبوع التالي رأى البعض في منطقة الجاردنز رجالا يرتدون ملابس واقية وأقنعة يمنعون تسرب الأسبستوس الذي هدد بإلحاق مخاطر فورية. وأعلنت هيئة الإسكان بشيكاغو أنها طالبت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية بإيداع عدة ملايين من الدولارات في صناديق التمويل الطارئة لعمليات الإصلاح.
Unknown page