وقال سباعي: ليس في الأمر استعجال، هذا شرع الله.
وقالت الأم: لا إله إلا الله، وهل نازعك فيه أحد ... ولكن أنت كذا طول عمرك مستعجل!
وقال سباعي: يا أمه أبدا.
وقالت نبوية: إن لم تكن عجولا لانتظرت على الأقل حتى تسمع رأيي.
وقال سباعي: أنا آسف يا أمه، الحق علي، قولي رأيك.
وقالت نبوية: الآن لا أقول.
وقال سباعي: ورحمة أبي إلا قلت رأيك.
وقالت نبوية: ماذا كنت تريد أن تقول يا خليل؟ - كنت أريد أن أوفر عليكم كل هذا الحديث، أما الآن وبعد أن قالت فاطمة ما قالت ووافقت عابدة على كلامها فلا بد أن أسمع رأيك أولا.
واندفع سباعي قائلا: هذا ليس رأي فاطمة ولا عابدة، هذا رأي الشيخ ياسين والأستاذ حسونة.
وقال ياسين: أولا يا سباعي أنا وحسونة جالسان ولم نفتح فمنا بكلمة. وأقسم بعهد الله أننا لم نلتق قبل هذا الاجتماع ولم نتفق على هذا الصمت، ولكنني رأيت أن هذا هو الخليق بي. ويبدو أن حسونة رأى نفس هذا الرأي، ولو كان ما قالته زوجتي رأيي لقلته. وأعتقد أيضا أنه لو كان رأي حسونة لقاله؛ فليس علينا بأس أن نشارك في شئون عائلة أصبحنا منها بحق النسب، ولكن هذه أرضكم وزوجتي والحمد لله تعيش حياتها الزوجية في رضا، وأعتقد أن أختها كذلك. ولهذا فأنا أرجوك أن تبعدني عن هذه المناقشة، ويتهيأ لي أن حسونة يرجوك نفس هذا الرجاء.
Unknown page