واشتهر منهم قاضي القضاة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن جماعة الكناني المقدسي قاضي مصر والشام. ولد بمصر 725ه، وأصبح خطيب المسجد الأقصى، وانقطع بالقدس ودرس بالصلاحية، ثم باشر قضاء الديار المصرية، وهو الذي عمر المنبر الرخام بالصخرة الشريفة الذي يخطب عليه للعيد، وكان قبل ذلك من خشب يحمل على عجل. توفي 790ه.
ومنهم نجم الدين أبو عبد الله الكناني المقدسي. ولد بحماة 725ه، ودرس في الصلاحية بالقدس، وتوفي بالقاهرة 795ه.
ومنهم القاضي عماد الدين أبو عيسى أحمد العامري الأزرقي الكركي. ولد بالكرك 741ه، ومات سنة 799ه. رحل إلى الشام والقاهرة في طلب الحديث. ولاه الظاهر برقوق القضاء في الديار المصرية، وتولى تدريس الصلاحية بالقدس ومات بها.
ومن الذين تولوا القضاء بمصر والقدس في القرن التاسع موفق الدين أبو سعيد علي الكلشهري الحنفي، قاضي العسكر بمصر. ولي القدس ومات بها 802ه.
ومن المصريين الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن الناصح المصري الصالح المحدث. اشتهر بالصلاح. توفي بالقدس 804ه.
ولعل من أشهر العلماء المصريين شيخ الإسلام شهاب الدين أبو العباس أحمد المصري المقدسي، المشهور بابن الهائم. ولد 753ه واشتغل بالقاهرة ومهر بالفرائض والحساب، واستنابه القمني عنه في تدريس المدرسة الصلاحية، وصار من شيوخه المقادسة. ولابن الهائم الرياضي تصانيف في الفرائض والحساب، وله العجالة في استحقاق الفقهاء أيام البطالة. توفي 815ه ودفن بمأمن الله.
ومن المقادسة قاضي القضاة شيخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن جمال الدين الديري الخالدي العبسي الحنفي، والديري نسبة إلى قرية يقال لها: الدير بالقرب من مردى بجبل نابلس أو إلى حارة الدير بالقدس، والعبسي إلى طائفة بني عبس من عرب الحجاز. ولد 750ه واستوطن القدس، وتولى مدرستي المنجكية والمعظمية بالقدس، وحدث في سلطنة الملك الناصر فرج بن برقوق، أن الشيخ شمس الدين أفتى بقتل الملك المؤيد شيخ، وكان من أركان الدولة، فلما قتل الناصر وتسلطن الملك المؤيد شيخ؛ قدم القدس واستدعى الشيخ، فحضر إليه بالصخرة، وعتب السلطان عليه بسبب فتواه، فأجابه: إنه لم يفت عليه، بل على من حارب الإمام وخرج عن الطاعة، وقال له: لو استفتيتني أنت على من خرج عن طاعتك لأفتيت بقتله. فقبل منه السلطان ذلك وولاه قضاء الديار المصرية، ثم قرره شيخا لمدرسته المؤيدية في القاهرة. وعاد إلى القدس وتوفي فيها 827ه. وهو والد قاضي القضاة سعد الدين الديري الخالدي.
وممن ولي القضاة بالديار المصرية شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد الرازي، من ذرية الفخر الرازي. ولد بهراة 767ه واشتغل بالعلم، وسكن القدس، وفوض إليه تدريس الصلاحية 815ه، ثم ولي قضاء الديار المصرية، ثم ولي نظر القدس والخليل، وكان يقرأ المذهبين: مذهب أبي حنيفة والشافعي، وصنف شرح مسلم وشرح تلخيص الجامع للحنفية، وذلك أنه لما دخل القدس كان حنفيا، فقال: لما رأيت الرئاسة بهذه البلاد للشافعية صرت شافعيا. توفي بالقدس 829ه ودفن بماملا بالبسطامية.
ومنهم شيخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد عبد الدائم العسقلاني الأصل البرماوي المصري. ولد 763ه. حج من مصر ورجع إليها 830ه، وعين لتدريس الصلاحية، وتوفي 831ه. كتب شرحا على البخاري ولم يبيضه، وجمع شرحا على العمدة سماه: جمع العدة لفهم العمدة، وأفرد أسماء رجال العمدة، وله الألفية في الأصول وشرحها، وله منظومة بالفرائض، وشرح خطبة المنهاج للنووي في مجلد كبير، ونظم ثلاثيات البخاري.
ومن المصريين الذين تولوا التدريس في المدرسة الصلاحية في القدس زين الدين أبو بكر القمني المصري الخزرجي، أصله من قمن من الريف. قدم مصر واشتغل بالعلم. ولي تدريس الصلاحية 797ه. توفي 833ه.
Unknown page