ولابن أبي الدنيا عن مجاهد نحوه، وذكر البيهقي قول الرجل حين لقن: اشرب واسقني، وقول الآخر: ده يازده.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن حنظلة بن الأسود قال: "مات مولاي، فجعل يغطي وجهه مرة، ويكشفه أخرى، فذكرت ذلك لمجاهد، فقال: بلغنا أن نفس المؤمن لا تخرج حتى يعرض عليه عمله، خيره وشره".
وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن ١: "أن معاذ بن جبل طعن ابنه عام عمواس، فمات، فصبر واحتسب، فلما طعن في كفه قال: حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، قال: فقلت يا معاذ هل ترى شيئا ٢؟ شكر لي ربي حسن عزائي. أتاني روح ابني، فبشرني أن محمدا ﷺ في مائة صف من الملائكة المقربين والشهداء والصالحين، يصلون على روحي، ويسوقوني إلى الجنة. ثم أغمي عليه، فرأيته كأنه يصافح قوما، ويقول: مرحبا مرحبا، أتيتكم، فقضى. فرأيته في المنام بعد ذلك حوله زحام كزحامنا على خيل بلق عليهم ثياب بيض، وهو ينادي: يا سعد بين رامح ومطعون، الحمد لله الذي أورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء، فنعم أجر العاملين، ثم انتبهت".
وأخرج الشيخان عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى عليه الله وسلم قال: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فقالت عائشة ﵂: إنا نكره الموت، قال: ليس
_________
١ بياض بالأصل.
٢ بياض بالأصل.
1 / 11