ومم تكذب؟ قال: فإن الله يقول: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾ ١ فمن دخل منها في ملكوت السماء فهي التي تصدق، وما كان منها دون ملكوت السماء فهي التي تكذب".
ولابن أبي حاتم بإسناده عن سليم بن عامر: "أن عمر قال لعلي: أعجب من رؤيا الرجل، أنه يبيت فيرى الشيء لم يخطر على باله، فيكون كأخذ باليد، ويرى الرجل الشيء، فلا تكون رؤياه شيئا، فقال: أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين، إن الله يقول: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾ ٢ الآية، فالله يتوفى الأنفس كلها، فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة، وما رأت إذا أرسلت إلى أجسادها، تلقتها الشياطين في الهواء، فكذبتها، فأخبرتها بالأباطيل وكذبت فيها".
قال ابن منده: هذا خبر مشهور عن صفوان وغيره، يعني الذي رواه عن سليم. قال: وروي عن أبي الدرداء: "إذا نام الإنسان عرج بروحه، حتى يؤتى بها العرش، فإن كان طاهرا، أذن لها بالسجود، وإن كان جنبا لم يؤذن لها بالسجود" ورواه ابن المبارك أيضا.
وللبيهقي عن ابن عمرو معناه، وقال: "ومن كان ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش". وقال عكرمة ومجاهد: "إذا نام الإنسان كان له سبب تجري فيه الروح وأصله في الجسد، فتذهب حيث شاء الله، فما دام ذاهبا فالإنسان نائم، فإذا رجع إلى البدن انتبه الإنسان وكان بمنزلة شعاع، هو ساقط بالأرض وأصله متصل بالشمس".
_________
١ سورة الزمر آية: ٤٢.
٢ سورة الزمر آية: ٤٢.
1 / 70