من ذنوب كثيرة، خلت ليلتان وبقيت أربع، ثم اقتتلت الناس وأكل بعضهم فلا نظام، وأبيحت الأحماء ثم ارعوى المؤمنون، وقالوا: كتاب الله وقدره، أيها الناس أقبلوا على أميركم واسمعوا وأطيعوا، ثم تولى فلا يعهدن ذما، كان أمر الله قدرا مقدورا، الله أكبر، هذه الجنة وهذه النار، وهؤلاء النبيون والصديقون، سلام عليك يا عبد الله بن رواحة، هل أحسست لي خارجة وسعدا اللذين قتلا يوم أحد: ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾ ١ ثم خفض صوته، فسألت الرهط عما سبقني من كلامه، فقالوا: سمعناه يقول: أنصتوا، أنصتوا، فنظر بعضنا إلى بعض، فإذا الصوت من تحت الثياب، فكشفنا عن وجهه، فقال: هذا أحمد رسول الله، سلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم قال: أبو بكر الصديق الأمين، خليفة رسول الله، كان ضعيفا في جسمه، قويا في أمر الله، صدق صدق، وكان في الكتاب الأول".
ثم أخرجه من وجه آخر عن إسماعيل بن أبي خالد، وزاد: "وكان ذلك على تمام سنتين خلتا من إمارة عثمان، فهما الليلتان، قال: فلم أزل أحفظ العدة للأربع البواقي، وأتوقع ما هو كائن فيهن، فكان فيهن افتراء أهل العراق وخلافهم، وإرجاف المرجفين، وطعنهم على أميرهم الوليد بن عقبة".
قال البيهقي: وهذا أيضا إسناد صحيح، وروى ذلك أيضا حبيب بن سالم عن النعمان، وذكر فيه: اليراريس كما في رواية ابن المسيب.
_________
١ سورة المعارج آية: ١٥-١٦-١٧-١٨.
1 / 50