ولابن جرير عن ابن عباس "أنه سئل عن قوله: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾ ١ هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ قال: نعم، إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء منه ينزل رزقه وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن، فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه، فقد بكى عليه. وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها، ويذكر الله فيها، بكت عليه، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد لهم إلى الله منهم خير، فلم تبك عليهم السماء والأرض".
ولابن أبي حاتم وغيره عن علي: "إن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه من الأرض، ومصعد عمله في السماء، ثم تلا: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾ ٢".
ولابن جرير عن عطاء: بكاء السماء حمرة أطرافها، ولابن أبي الدنيا عن الحسن مثله، وله مثله عن سفيان بلفظ: كان يقال.
وأخرج عن الحسن: "إن الله إذا توفى المؤمن ببلاد الغربة لم يعذبه ورحمه لغربته، وأمر الملائكة فبكته لغيبة بواكيه عنه".
وله ولابن جرير عن شريح بن عبيد الحضرمي مرفوعا: "ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه، إلا بكت عليه السماء والأرض، ثم قرأ: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾ ٣ ثم قال: إنهما لا يبكيان على كافر".
_________
١ سورة الدخان آية: ٢٩.
٢ سورة الدخان آية: ٢٩.
٣ سورة الدخان آية: ٢٩.
1 / 16