313

Aḥkām al-dharīʿa ilā aḥkām al-sharīʿa

أحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة

Editor

أبو عبد الله حسين بن عكاشة بن رمضان

Publisher

مكتبة ابن تيمية ودار الكيان

Publication Year

1427 AH

Publisher Location

الرياض

٨٢٦- و(«كَانَتْ (ق١/٦٦) عائشة تحمل ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ( كان يحمله)). رواه الترمذي(١)، وقال: حسن غريب.

أخرجه في ترجمة عبد الله بن المبارك، قال البيهقي: غريب تفرد به سويد، قلت: وهو ضعيف جدًّا، وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضًا فكان أخذ عنه قبل أن یعمی ویفسد حديثه، وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه، ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن، حتى قال يحيى بن معين: لو كان لي فرس ورمح، لغزوت سويدًا، من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير، قلت: وقد خلط في هذا الإسناد، وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك، عن ابن المؤمل، عن أبي الزبير، كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقرئ من طريق صحيحة، فجعله سويد عن أبي الموالي عن ابن المنكدر، واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطي بظاهر هذا الإسناد، فحكم بأنه على رسم الصحيح؛ لأن ابن أبي الموالي انفرد به البخاري، وسويدًا انفرد به مسلم، وغفل عن أن مسلمًا إنما أخرج لسوید ما توبع علیه، ولا ما انفرد به، فضلاً عما خولف فيه، وله طريق أخرى من حديث أبي الزبير، عن جابر أخرجها الطبراني في ((الأوسط)) في ترجمة علي بن سعيد الرازي، وله طريق أخرى من غير حديث جابر، رواه الدارقطني والحاكم من طريق محمد بن حبيب الجارودي، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس: أن رسول اللَّهِوَ ل* قال: ((ماء زمزم لما شرب له، فإن شربته تستشفي به شفاك الله)) الحديث، قلت: والجارودي صدوق إلا أن روايته شاذة، فقد رواه حفاظ أصحاب ابن عيينة، والحميدي، وابن أبي عمر وغيرهما، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله، ومما يقوي رواية ابن عيينة ما أخرجه الدينوري في المجالسة من طريق الحميدي قال: كنا عند ابن عيينة فجاء رجل فقال: يا أبا محمد، الحديث الذي حدثتنا عن ماء زمزم صحيح؟ قال: نعم، قال: فإني شربته الآن لتحدثني مائة حديث، فقال: اجلس، فحدثه مائة حديث، وروی أبو داود الطيالسي في ((مسنده)) من حديث أبي ذر رفعه قال: ((زمزم مباركة إنها طعام طعم وشفاء سقم)). وأصله في ((صحيح مسلم) دون قوله: ((وشفاء سقم)). اهـ.

(١) ((جامع الترمذي)) (٢٩٥/٣ رقم ٩٦٣).

313