فصاحت البنت: آهيك. وقالت هللون: ولذلك يصلي الناس للقديسة بربارة كيلا يموتوا بغتة بلا اعتراف ومناولة. البربارة سلام الله على اسمها عجائبها كثيرة. منها أن رجلا كان متعبدا لها، ولما احترق بيته وأحاطت به النار صرخ يا قديسة بربارة! فجاءت إليه حالا وهو على آخر رمق فسترته بثوبها وحمته من النار، وظل حيا حتى اعترف وتناول ودهن بزيت المسحة وفاضت روحه.
وما أنهت هللون حكاية بربارة حتى سمع حداء الغوغاء في القرية:
هيلجي برباره
والقمح بالكواره
فقالت هللون: سمعت يا بنتي هذا الاحتفال؟ هو تذكار طواف بربارة عريانة في شوارع المدينة. واقترب الغناء ودخل المعيدون بيت الخوري وخلفهم صبيان القرية وشبابها، وهم يصرخون:
هيلجي هيلجينا
أيش ما كان عندك عطينا
وتقدم (المسود) يرقص عند فراش هللون ويهتف:
شيحا فوق شيحا
صاحبة البيت مليحا
Unknown page