(٤٣) وعن حُذَيْفَةَ١. قال: حدّثنا رسولُ الله – ﷺ حديثين. قد رأيت أَحْدَهُما. وأنا أَنْتَظِرُ الآخرَ حدّثنا:
"أنَّ الأَمَانَةَ٢ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ٣ قُلُوبِ الرِّجال. ثمّ نَزَلَ الْقُرْآنُ. فَعَلِمُوا من الْقُرْآنِ، وَعَلِمُوا مِنَ السّنةِ".
ثمّ حدّثنا عن رَفْعِ الأَمَانَةِ قال:
"يَنَامُ الرّجلُ النَّوْمَةَ فَيُقْبْضُ٤ الأَمَانَةُ مِن قَلْبِهِ،
_________
١ صحيح البخاري بشرح الفتح جـ ١٣ – كتاب الفتن – باب إذا بقي في حثالة من الناس ص ٣٨ وصحيح مسلم بشرح النووي جـ٢ – كتاب الأيمان – باب رفع الأمانة والأيمان من بعض القلوب ص ١٦٧.
٢ "الأمانة"، الظّاهر: أن المراد بالأمانة: التكليف الذي كلف الله تعالى به عباده، والعهد الذي أخذه عليهم.
وقال صاحب التحرير: الأمانة في الحديث هي الأمانة المذكورة في قوله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ﴾، [الأحزاب، من الآية: ٧٢]، وهي عين الإيمان. فإذا استمكنت الأمانة من قلب العبد قام حينئذ بأداء التكاليف، واغتنم ما يرد عليه منها، وجدّ في إقامتها.
(جذر قلوب الرجال) الجذر: بفتح الجيم وكسرها: لغتان. قال في الفائق: الجذر بالفتح، والكسر: الأصل.
٤ في الصحيحين: "فتقبض الأمانة"، بالتاء بدل الياء.
1 / 65