فقلت له دون لف أو دوران: أعتقد أنك زرت عباس قبل رحيله! - حصل. - لا أستبعد أنك أسمعته ما حمله على الرحيل.
فقال بقحة: لقد شعر بالحصار فهرب!
فغضبت حتى طفرت الدموع من عيني، فصاحت أم هاني: ألا يعرف قلبك الرحمة؟! ما هذا الذي يقال؟ لقد شهدت وفاة تحية، وشهدت حزن عباس الجنوني!
دهشت وأنا أتلقى هذه الحقيقة، وسألتها: هل يتفق ما شاهدته مع ما يقال؟ - كلام فارغ.
فقال طارق: ما كان له أن يقتلها أمامك يا حمقاء. - الحماقة أن تتصور عباس قاتلا. - اعترافه يتجسد على المسرح ليلة بعد أخرى.
فقالت أم هاني: بفضله صرت ممثلا يصفق له الجمهور أكثر من إسماعيل نفسه. - بفضل جريمته ... جريمته التي حملته على الهرب.
فقلت بإصرار: إنه يقيم في مكان هادئ؛ ليتم مسرحيته الجديدة.
فقهقه ساخرا، وهو يقول: مسرحيته الجديدة! ... لا تحلمي يا أم عباس! •••
آه ... في تلك الأيام كان معقولا ومقبولا رغم كل شيء. - ما رأيك يا حليمة؟ طارق رمضان يرغب في استئجار حجرة عندنا!
فقلت محتجة: لا ... لا ... فليبق في مسكنه. - تشاجر مع أم هاني فاضطر إلى مغادرة البيت ... إنه يهيم بلا مأوى، والغلاء يرتفع يوما بعد يوم. - إنه لأمر كريه أن يقيم غريب بيننا. - إنه في حاجة إلينا، ونحن أيضا في حاجة إلى نقود. - إنه أشبه بالمتشردين. - إنه طامع في كرمنا، في كرمك أنت خاصة ... عندنا من الحجرات الخالية ما يكفي جيشا.
Unknown page