ويقول بنبرة مخمورة: إني مدين لها بكل شيء.
إنه يطوقني كشيء مرعب، إني أعاشر قوة غير منتمية لأي قاعدة؛ على أي أساس أتعامل معه؟ الخيبة أقدم من الأفيون، الأفيون لم يجد روحا ليقضي عليها. •••
لمحته راجعا، فوثب قلبي رغم النفور. بدا في الطريق أطعن في السن مما يكون في المقلى. اتخذ مجلسه دون أن ينظر نحوي. سألته: ماذا قال لك؟
فقال ببرود: غادر شقته حاملا حقيبته إلى مكان مجهول.
يا للعذاب والرعب؛ متى يكف الحظ عن التنكيل بي؟ - لم لم يخبرنا؟ - إنه لا يفكر فينا.
أشرت إلى أنحاء المقلى قائلة: أحسن إلينا بوفاء لا نستحقه. - يريد بعد ذلك أن ينسانا. - كان عليك أن تذهب إلى الهلالي.
رمقني بازدراء وكراهية، فقلت بتحد: إنك لم تحسن التصرف. - أود أن أكسر رأسك. - كأنك رجعت إلى الأفيون. - لا يقدر عليه اليوم إلا الوزراء.
وإذا به يقول مخفضا درجة صوته: الهلالي لا يدري شيئا عن مكانه.
فسألته بلهفة: زرته؟ - لا يدري شيئا عن مكانه. - رباه ... هل أخلى شقته؟ - لا. - لعل في الأمر امرأة. - تفكير سليم من وجهة نظر امرأة مثلك. - ماذا يمكن أن أقول لمثلك؟ ... ثم إن أمره لا يهمك البتة.
وغلبني البؤس، فبكيت من أعماقي. •••
Unknown page