ونشجت باكية، فقال: الآن يطيب لنا الشكر ... دعينا نفكر في المستقبل.
فقلت بصوت مختنق: وحيد يا بني ... ابتلاك الله باسترداد زوجتك وابنك ... ونحن لم نرحمك. - ما مضى قد مضى.
لم يكد يتبادل مع أبيه كلمة، جمعتنا صالة البيت القديم، كبعض الأوقات الماضية، وراح يقول: أرجو ألا نعود إلى ذكر الماضي.
وصمت قليلا، ثم قال: فكرت في أشياء ... ولكن هل يود أبي أن يرجع إلى عمله القديم في المسرح؟
فقال كرم: كلا ... عليهم اللعنة. - سأحول المنظرة إلى دكان، ممكن أن نبيع بعض الأثاث، ونجعل من المنظرة مقلى ، تجارة يسيرة ومربحة ... ما رأيكما؟
فقلت بامتنان: الرأي ما ترى يا بني ... أسأل الله أن أسمع عنك خيرا قريبا. - بإذن الله ... أشعر بأنني قريب من النجاح.
فدعوت الله له كثيرا، حتى قال وهو ينقل عينيه بيننا: المهم أن يحل بينكما التعاون، وألا أسمع ما يسيئني.
فقلت بلهفة: طالما حلمت بأن أعيش معك. - إذا أراد الله لي النجاح، فسوف يتغير كل شيء.
وتساءل كرم بجفاء: ألا تتفضل بأخذها معك؟
فقال عباس بحرارة: أطالبكما بالتعاون ... سأبذل ما أستطيع لأوفر لكما حياة كريمة، ولكني أطالبكما بالتعاون.
Unknown page