146

Aḍwāʾ ʿalā al-Sunna al-Muḥammadiyya

أضواء على السنة المحمدية

Genres

على بحق الوالد على الولد - ألا أفض الختم عنها . فلما رأيت ظهور الاسلام ، قلت لعل أبي غيب عنى علما ! ففتحتها فإذا صفة محمد وأمته ! فجئت الآن مسلما ! وروى عبد الله بن عمر (1) أن رجلا من أهل اليمن جاء إلى كعب الاحبار فقال له : إن فلانا الحبر اليهودي أرسلني إليك برسالة ، فقال كعب : هاتها ، فقال له الرجل : إنه يقول لك : ألم تكن سيدا شريفا مطاعا ! فما الذى أخرجك من دينك إلى أمة محمد ؟ فقال له كعب : أتراك راجعا إليه ؟ قال : نعم ، قال : فإن رجعت إليه فخذ بطرف ثوبه ، لئلا يفر منك ، وقل له : يقول لك : أسألك بالذى فلق البحر لموسى ، وأسألك بالله الذى ألقى الالواح إلى موسى بن عمران فيها علم كل شئ ! ألست تجد في كلمات الله تعالى : أن أمة محمد ثلاثة أثلاث ، فثلث يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة ، وثلث يدخلون الجنة بشفاعة أحمد ، فإنه سيقول لك : نعم ، فقل له : يقول لك كعب : اجعلني في أي الا ثلاث شئت ! " اه . وقال ابن حجر في الاصابة : إنه روى عن النبي مرسلا وروى عنه في الصحابة ابن عمر وأبو هريرة وابن عباس وابن الزبير ومعاوية وغيرهم (2) . وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : وحدث عنه عبد الله بن جنظلة (3) وأسلم مولى عمر وتبيع الحميرى وأبو سلام الاسود ، وروى عنه عدة من التابعين كعطاء بن يسار وغيره مرسلا . وقع له رواية في سنن أبى داود والترمذي والنسائي (4) . وهب بن منبه ذكر المؤرخون أنه فارسي الاصل جاء جده إلى اليمن في جملة من بعثهم كسرى لنجدة اليمن على الحبشة ، فأقاموا هناك وتناسلوا وصاروا يعرفون بين العرب

---

(1) ص 266 ج 1 في حياة الحيوان . (2) ص 323 ج 5 في الاصابة ، وانظر كتابنا " شيخ المضيرة " . (3) ص 218 ج 3 . (4) ص 322 في نفس المصدر . (*)

--- [ 150 ]

Page 149