185

Adwa Cala Sahihayn

أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي

Genres

--- ... الصفحة 193 ... ---

جاءت هذه الاية بعد ان ذكر الله عز وجل ثمانية عشر نبيا وسماهم باسمائهم(1) وبعدان قال: (ومن آبائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم)(2) قال تعالى: (اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)(3) حيث امر الله عزوجل بوجوب الاهتدا والاتباع بهدى الانبياء وذلك لان هذه الهداية الواجبة الاتباع ليست من نوع الهداية العامة، بل هي مختصة بالانبياء والرسل (ع).

ويعلم بالضرورة والبداهة ان اختصاص الانبياء بهذه الصفة لم يبق للذنوب والانحراف سبيلا اليهم، وبعبارة اخرى: ان الهداية المذكورة مصداق بارز لاية اخرى هي قوله تعالى: (ومن يهد الله فما له من مضل)(4) وعندما نجمع بين مفهومي هاتين الايتين معا نحصل على ان الله تعالى هدى انبياه ورسله (ع) على نحو ينفي عنهم اي سبيل للانحراف والضلالة والذنوب اليهم وبهذا اوجب الله تعالى على الاخرين متابعتهم والانقياد اليهم والاهتدا بسيرتهم وهديهم.

وهنا لابد ان نطرح سؤالا: ما هي حقيقة الضلالة والانحراف وماهيتهما اللتين نفاهما القرآن عن الانبياء (ع)؟

بين القرآن حقيقة الضلالة في قوله تعالى: (الم اعهد اليكم يا بني آدم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين ولقد اضل منكم جبلا كثيرا)(5) وفي خلال النهي الصريح في الاية عن عبادة الشيطان واتباعه ترى ان الاية قد اعتبرت ان جميع المعاصي والضلالات التي تحصل بواسطة ابليس هو انحراف وضلال، ولو اخذنا هذه الايات --- ... الصفحة 194 ... ---

Page 193