الأضرحة المندرسة من القرن ا لسابع الهجري ( الثالث عشر الميلادي) تميزت أضرحة هذا القرن بأنها اقدم الأضرحة اليمنية الباقية التي بنيت كأضرحة مستقلة يغطيها قباب . أما إذا استثنينا تلك الأضرحة المندرسة والتي سبق الحديث عنها وتعتبر هذه الأضرحة من ناحية بنائها أجمل ما أنتجه المعمار اليمني إذ أجاد في التناسق بين أبعاد الضريح في طوله وعرضه وارتفاعه كما أنه أجاد بناء القبة التي جعلها غطاء لهذا الضريح وهذه الإجادة في البناء يقودنا إلى أن العمارة اليمنية الإسلامية في هذه الفترة كانت قد وصلت إلى أزهى مجدها وهو ما سنشير إليه في معرض حديثنا عن ضريح المنصور بالله وأبنه عز الدين .
إلى جانب ذلك فقد شهد هذا القرن ميلاد دولة فنية ومعمارية لا تزال تحتفظ بالكثير من آثارها المعمارية والفنية وما تحمله تلك الآثار من طراز معماري متميز ألا وهي دولة بني رسول، ومن أضرحة هذه الدولة ضريحه الشيخ احمد بن علوان والشيخ سلمان.
كما أن الدولة الزيدية كانت في قوة عنفوانها المعماري برئاسة إمامها المنصور بالله عبد الله بن حمزة الذي يعتبر من أنشط الأئمة في مجال البناء فلقد خلف لنا آثارا ستبقى خالدة على مدار التاريخ اليمني وسيبقى ذكره ملازم لتلك الآثار وليس أدل على ذلك من حصن ظفار بما يقع فيه من مبان شملت المدن والأسوار والمساجد والأضرحة والبرك، وهو يحتاج إلى دراسة متكاملة تميط اللثام عن أسرار هذا الحصن المعمارية والفنية، ولقد استطاع الإمام أن يقهره وأن يطوعه ليبني فيه تلك المباني بالرغم من صعوبة البناء والتشديد أو نقل الأخشاب إليه من مناطق بعيده فهو يرتفع كثيرا عن المنطقة السهلة حوله وليس له إلا طريق واحد بناه الإمام عبد الله بن حمزة بأن جعل له سلما صاعدا.
Page 93