أما شكل المقرنص الإسلامي الذى توجد له أمثلة فى العمارة الييزانطية فإنه من المستبعد أن يكون قد ظهر فيها إلا بعد القرن 9 م على الأقل ولذلك فإن هذا النموذج لم توجد له أمثله فى العمارة الساسانية ولذلك نرجح أن يكون قد ظهر فى العمارة البيزنطية بتأثير من العمارة الإسلامية ولأن ما عرف من مقرنصات قبل العصر الإسلامي كان عبارة عن حنيه ركنية وإن تعددت عقودها بحيث تتراجع هذه العقود إلى الداخل فهي فى الأصل حنيه يطوقها عقود وليس بمقرنصات، كما مر تعريفه معنا يتكون من حطات متعاقبة، وهذا المنطق يقودنا إلى القول بأن المقرنص قد نشأ وتطور فى العصر الإسلامي وفى البيئة العربية والإسلامية ويمكن اعتبار المقرنص البسيط فى قصر الأخيضر أقدم مقرنص إسلامي ويقع هذا القصر فى بادية العراق فى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء، كما يعتبر مقرنصات باب العامة بقصر الجوسق الخاقانى مقرنصات اتخذت شكلا عربيا إسلاميا خالصا وذلك من ناحية تجويفها نصف المستدير وطاقيتها على هيئة نصف قبة مدببة (1)، بينما نجد أن أقدم نموذج مقرنص قائم مركب فى حنيه جدار حمام إحدى الغرف فى سامراء ويتكون من حطتين متعاقبتين (2) وقد تطور هذا المقرنص فى مصر وبداء فيها المقرنص ذو التجويف الأسطواني متمثلا فى قبة المحراب بمسجد الحاكم ( 393 ه/ 1553 م) وقبة الضريح في مشهد الجيوشي يليها مرحلة انتقال المقرنص إلى صنفين وذلك فى مقرنصات ضريح السيدة رقية ( 517ه / 1123م ) وهى تشبه مقرنصات إمام الدور بالعراق(3) تم توالى تطور المقرنصات فى مصر فنشاهده فى ضريح الشافعي ( 608 ه / 1211م ) (4) والصالح نجم الدين، بينما تطور أكثر فى العصر المملوكي سواء البحري أو الجركسى (1) أما عن المقرنصات فى اليمن وخاصة موضوع الدراسة فإن النماذج للمقرنصات قليلة تتمثل فى ضريح الإمام صلاح الدين بصنعاء ( 773 ه / 1373 – 1394 م ) وهذا المقرنص يتكون من ربع حنيه ركنية مقعودة بعقد مدبب احتلت زاويته مربع القبة يعلوها أنصاف أرباع القباب بواقع اثنين من هذه الأنصاف يتوسطهما خط بارز ويعلوها جنيتان يتوسطهما صف من حنايا صغيرة عددها أربع ويعلو الحنايا سواء الصغيرة منها أو الكبيرة صفان من الحنايا الصغيرة ويكتنف مقرنصات هذا الضريح عقودا مفصصة أضفت على منطقة الانتقال جمالا أخاذا. وفتح فى رقبة القبة أربع نوافذ ذات عقود نصف دائرية.
الامتداد الجنوبي: (لوحة116)
يشد هذا الامتداد النظر إليه لما يتميز به عن بقية الامتدادات وهو عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل طول ضلعها الشمالي 3.75م والجنوبي 3.78م والشرقي 3.25م والغربي 3.10م يفتح فى جدرانها عدد من الخزانات واحدة فى الجدار الشرقي عرضها 63سم وواحدة فى الجدار الغربي عرضها 50سم، أما الجدار الجنوبي فيفتح فيه ثلاث خزائن الأولى من جهة الغرب عرضها 45سم والثانية عرضها 86 سم والثالثة بعرض 50 سم وجميع تلك الخزائن ذات ارتفاع واحد وهو 75 سم، ويعلو هذه الخزائن ثلاث حنايا وسطية وركنية زينت الركنية بزخرفة محارية، والملفت للنظر فى هذه القاعة هو سقفها الذى اتخذ شكل نصف قبة مضلعة بتضليع كبير ذي عقد مدبب زين واجهته بفصوص، وهذا التضليع لا نشاهده من الخارج حيث يبدو كأنه سقف مسطح (2).
الامتداد الغربي:
Page 242