وبعد هذا الوصف العام للضريح يجدر بنا القول أن ضريح الإمام عبد الله بن حمزة يعتبر أول ضريح مستقل بالرغم من وقوعه داخل صحن المسجد ما يزال قائما منذ تاريخ تشييده، وعلاوة على ذلك نجد أن المعمار قد التزم الجانب التطوري في تخطيط هذا الضريح بما يماثله من تطور في أضرحة العالم الإسلامي، ولا نعرف كيف كان تخطيط الأضرحة التي سبقته والتي يغلب عليها أنها مندرسة إذ لم يورد لنا المؤرخون وصفا للضريح في اليمن، ومن خلال الوصف المعماري لهذا الضريح تبين أنه يفتح في جدرانه ثلاثة مداخل سد أحدها في فترة متأخرة بينما أغلق الجدار الرابع لعمل محراب من الداخل وذلك أثناء فترة البناء . ولهذا يمكن القول أن هذا التخطيط المعماري للأضرحة قد مر بعدة مراحل من التطور في أضرحة العالم الإسلامي، فلقد مر بنا أن بداية هذا التخطيط حسبما وصلنا كأقدم ضريح باق هو القبة الصليبية وأضرحة القباب السبع وفي جبانة أسوان التي تعتبر المثل الحي لهذا التطور.
ولقد وجد هذا التخطيط في سوريا حيث اعتبر النموذج لتطور عمارة الأضرحة فيها وأن كل من أضرحتها من الناحية المعمارية عبارة عن قبة قائمة على أربع دعامات بشكل حرف Lبالإنجليزية ويعتبر ضريح ابن المقدم في سوريا أوضح الأمثلة على هذا التطور(2) لوحة (20).
وظهر هذا التخطيط في سوريا قبل الإسلام فهناك نماذج في الشمال مثل ضريح في الجوانية في الجبل الأعلى والمؤرخ لسنة (368ه) وأخر في بارة ويؤرخ بالقرن الخامس الميلادي (3) وهذا التخطيط لم يظهر ف الأضرحة فحسب بل نشاهده في العمائر المدنية كقصر أبي مسلم الخرساني في مرو (القرن 2ه/8م) (4) وفي دار الأمارة بالكوفة (5) وفي القصور العباسية في سامراء، كما أشار كر يسول إلى التخطيط نفسه على أنه يرتبط بفكرة الضريح
(1) المصري : آمال : مدارس بني رسول بمدينة تعز – رسالة دكتوراه غير منشوره بكلية
الآثار جامعة القاهرة . ص468.
Page 108