al-adhkiyāʾ
الأذكياء
Publisher
مكتبة الغزالي
الثَّالِثَة قَالَت أَنْت قد نسيت اثْنَيْنِ فَكيف أحَدثك بالثالثة ألم أقل لَك لَا تلهفن على مَا فاتك وَلَا تصدق بِمَا لَا يكون أَن يكون أَنا وريشي ولحمي لَا أكون عشْرين مِثْقَالا قَالَ وطارت فَذَهَبت
حَدثنَا عُثْمَان بن عَطاء عَن أَبِيه قَالَ نصب رجل من بني إِسْرَائِيل فخًا من نَاحيَة الطَّرِيق فجَاء عُصْفُور فَسقط ثمَّ انْطلق إِلَى الفخ فَقَالَ للفخ مَالِي أَرَاك متباعدًا عَن الطَّرِيق قَالَ اعتزل شرور النَّاس قَالَ فَمَالِي أَرَاك ناحل الْجِسْم قَالَ أنحلتني الْعِبَادَة قَالَ فَمَا هَذَا الْحَبل على عطفيك قَالَ المسوح وَالشعر لبس الرهبان والزهاد قَالَ فَمَا هَذِه الْعَصَا فِي يدك قَالَ أتوكأ عَلَيْهَا قَالَ فَمَا هَذِه الْحبَّة فِي فِيك قَالَ رصدتها لِابْنِ السَّبِيل أَو مُحْتَاج قَالَ فَأَنا ابْن سَبِيل ومحتاج قَالَ فدونك قَالَ فَوضع العصفور رَأسه فِي الفخ فَأخذ بعنقه فَقَالَ العصفور سيق سيق ثمَّ قَالَ لَا غرني بعْدك قَارِئ مرائي مرّة أُخْرَى
قَالَ مُجَاهِد هَذَا مثل ضربه الله ﷿ لقِرَاءَة مرائين فِي آخر الزَّمَان قَالَ مَالك بن دِينَار مثل قراء هَذَا الزَّمَان كَمثل رجل نصب فخًا وَنصب فِيهِ برة فجَاء عُصْفُور فَقَالَ مَا غيبك فِي التُّرَاب قَالَ التَّوَاضُع قَالَ لأي شَيْء انْحَلَّت قَالَ من طول الْعِبَادَة قَالَ فَمَا هَذِه الْبرة المنصوبة فِيك قَالَ أعددتها للصائمين فَقَالَ نعم الْخَبَر أَنْت فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْمغرب دنا العصفور ليأخذها فخنقه الفخ فَقَالَ العصفور الْعِبَادَة تخنق كخنقك فَلَا خير حِينَئِذٍ فِي الْعِبَادَة بعد الْيَوْم
قَالَ حَدثنَا الْمعَافي ابْن زَكَرِيَّا قَالَ زَعَمُوا أَن أسدًا وذئبًا وثعلبًا اصطحبوا فَخَرجُوا يتصيدون فصادوا حمارا وظبيًا وأرنبًا فَقَالَ الْأسد للذئب أقسم بَيْننَا صيدنا قَالَ الْأَمر أبين من ذَلِك الْحمار لَك والأرنب لأبي
1 / 242