وقال الآخر في معنى المدْح:
كانتْ قُرَيْشٌ بيْضةً فَتَفلَّقَتْ ... فالمُحُّ خالصُهُ لعَبْدِ مَنَافِ
وقال الآخر:
إِنَّ الجلابيب قد عَزُّوا وقدْ كثرُوا ... وابْنَ الفُريْعَةِ أَضْحَى بيْضَةَ البَلَدِ
فبيضة البلد هاهنا مدح، والجلابيب: العبيد، ويقال: هم السَّفِلَة. وابن الفُريْعَةِ هو حسَّان. وقال الآخر في معنى الذّم:
تأْبى قُضاعَةُ أَنْ تَعْرِفْ لكُمْ نسبًا ... وابْنا نِزارٍ فأَنْتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِ
أَرادَ: أَن تعرفَ لكم نسبًا، فأَسكن الفاء تخفيفًا، كما قال عِمران بن حِطَّان:
بَراكَ تُرابًا ثمَّ صَيَّرْكَ نُطْفَةً ... فسوَّاكَ حتَّى صِرْتَ ملتئِمَ الأَسْرِ
الأَسْر: الخلق، من قول الله ﷿: وشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وأَرادَ عِمران: ثمَّ صَيَّرَك فأَسكن الرَّاء. وأَكثر ما يقع في التخفيف في الياء والواو؛ كقول الأَعشى:
1 / 78