﴿لَقَدْ تَقَطَّعَ بيْنُكُمْ﴾، فمعناه وصلكم، وقال الشَّاعر حجَّةً لهذا المذهب:
لقَدْ فَرَّقَ الواشينَ بيْني وبيْنُها ... فَقَرَّتْ بذاكَ الوصلِ عَيْنِي وعَيْنُها
أَرادَ: لقد فرَّقَ الواشينَ وصلي ووصلها. وقال الآخر:
لعمْركَ لولا البَيْنُ لانْقَطَعَ الهَوَى ... ولولا الهَوَى ما حنَّ للبَيْنِ آلِف
٣٩ - والمستخفي من الأَضْداد؛ يكون الظاهرَ ويكون المتواريَ، فإِذا كان المتواريَ فهو من قولهم: قد استخفى الرَّجُل إِذا توارَى، وإِذا كان الظاهر فهو من قولهم: خَفيتُ الشَّيء إِذا أَظهرتَه؛ من ذلك الحديث المرويّ: لَيْسَ على المختفِي قَطْع، معناه لَيْسَ على النَّبَّاش؛ وإِنَّما سمِّي النَّبَّاش مختفيًا لأَنَّه يُخْرِج الموتى، ويُظْهِر أَكفانهم.
٤٠ - والسارب أَيْضًا من الأَضْداد، يكون السارب المتواريَ، من قولهم: قَدِ انْسَرَب الرَّجل إِذا غاب وتوارى عنك؛ فكأَنَّه دخل سَرَبًا، والسارب: الظاهر؛ قال الله ﷿: وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفِ باللَّيْلِ وَسَرِبٌ بالنَّهارِ
1 / 76