أَصْحابُ الجَنَّةِ أَصْحابَ النَّار، فمعناه وينادي، لأنَّ المعنى مفهوم، وقالَ ﷿: يا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الكَيْلُ، فقال بعضُ النَّاس: معناه يُمنع مِنَّا. وقالَ الحُطَيْئة:
شَهِدَ الحُطَيْئَةُ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ ... أَنَّ الوليدَ أَحَقُّ بالعُذْرِ
معناه: يشهد الحطيئة.
وقول أَبي عُبيدة كان زائدة في قوله ﵎: وكانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا ليس بصحيح، لأنَّها لا تُلْغَى مبتدأَةً ناصبة للخبر؛ وإنما التأويل المبتدأ عند الفراء وكائن الله غفورا رحيما فصلح الماضي في موضع الدائم لأنَّ أَفعال الله جلَّ وعزَّ تخالف أَفعالَ العباد، فأَفعال العباد تنقطع، ورحمة الله ﷿ لا تنقطع وكذلك مغفرته وعِلْمُه وحِكْمَتُه.
وقالَ غير الفَرَّاء: كأَنَّ القوم شاهدوا لله مَغْفِرَةً ورحمةً وعلمًا وحكمةً، فقال الله ﷿: وكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا، أَي لم يزل الله ﷿ على ما شاهدتم.
1 / 62