وأَعْصِي كلَّ ذِي قُرْبَى لَحَاني ... بجَنْبك فَهْو عندي كالظَّنينِ
وقالَ الله ﷿: ومَا هُوَ على الغَيْنِ بِظَنِين، فيجوز أَن يكون معناه: بمتَّهم. ويجوز أَن يكون معناه: بضعيف، من قول العرب: وَصْلُ فلان ظَنون، أَي ضعيف، فيكون الأَصل فيه: وما هو على الغيب بظَنون، فقلَبوا الواو ياءً، كما قالوا: ناقةٌ طَعُوم وطَعِيم، للَّتي بين الغَثَّة والسَّمينة؛ في حروف كثيرة يطول تعديدها وإِحصاءها.
وقالَ أَبو العباس: إنَّما جاز أن يقع الظّن على الشَّكّ واليقين؛ لأَنه قولٌ بالقلْب؛ فإِذا صَحَّت دلائل الحق، وقامت أَماراتُه كان يقينًا، وإِذا قامت دلائلُ الشَّكّ وبطلتْ دلائلُ اليقين كان كَذِبًا، وإِذا اعتدلت دلائلُ اليقين والشَّكّ كان على بابه شَكًّا لا يقينًا ولا كذبًا.
٢ - وقال بعض أَهل اللُّغة: رجوت حرف من الأَضداد. يكون بمَعْنَى الشَّكّ والطَّمع،
ويكون بمَعْنَى اليقين؛ فأَمَّا معنى الشَّكّ والطّمع فكثير لا يحاط به؛ ومنه قول كَعْب ابن زهير:
1 / 16