فسكت الرجل وبعد هنيهة قال: «لا أدري.»
ولكن سكوته رابني، فقلت: «لا تنكر علي، تعرف أين يوجد، فإذا كنت تقول لي أعدك أني أستخرج منه الحقيقة بسؤال واحد.»
فقال: «لا أدري على ماذا تتكلين في استجوابه، فقد جربت كل طريقة فلم أنجح.»
فقلت: «أما أنا فواثقة بالنجاح كل الوثوق؛ لأن لي طريقة ليست لغيري، فأين أجده؟»
ففكر الرجل هنيهة ثم قال: «أود أن أعرف أمرا، هل أنتم واثقون أن الفتاة، التي تبحثون عنها هي نفس الفتاة التي خبأها يوسف؟»
فقلت: «نعم، هي نفسها، وتدعى هيفاء، وأمها تدعى نديمة الصارم، وقد عرفنا أنها مختفية عن أمها، ولم يبق علينا إلا أن نكتشف مقرها.»
فقال: «وهل عرفتم أن يوسف براق خبأها؟»
فقلت: «نعم؛ ولهذا نبحث عن يوسف براق، وإذا لم نجده فنبحث عنك لأنك تعرفه.»
فقال يوسف: هل كنتم تعلمون كل ذلك حقيقة؟
فقالت ليلى: كلا، وإنما أنا استخرجت هذه الحقائق من اليوناني بدعوى أني عارفة أكثر مما يعرف، والحقيقة أننا لم نؤكد حتى الآن إن كانت هي نفسها الفتاة المقصودة، وإنما رجحنا ترجيحا يقارب التأكيد، ومتى اجتمعنا بالفتاة أمكننا أن نستجوبها لنعلم شيئا عن حقيقة أمها، وما إذا كانت أمها فعلا أو خالتها ؛ لأن تلك المرأة نديمة لم تزل سرا؛ ولهذا لما عرفت من قول جورجي أنك أنت خبأتها صرت أود الاجتماع بك بدعوى البحث عن الفتاة، ولما أكدت لليوناني أني أستطيع استخراج الحقيقة منك إذا دلني عليك، فكر هنيهة طويلة ثم قال: «أقدر أن أدلك عليه ولكن لي شروطا.»
Unknown page