وفهم عبد الشكور الإشارة، وفرح بها كل الفرح، وأكمل نبيل: فرق بين أن تذهب إلى حمدي كأي موظف في البنك وبين أن يأتي هو إليك ويتسلمك من مكتب المدير العام.
ورفع نبيل سماعة التليفون وأدار رقمين وقال: حمدي، تعال.
ولما أقفل التليفون، قال عبد الشكور: ألا تقول صباح الخير. - مكتب المدير لا يقول صباح الخير. - ألم يقل هو لك صباح الخير. - طبعا قالها بكل حماس. - لم تردها عليه. - مكتب المدير لا يرد التحية. - لا تؤاخذني على جهلي. - ما زال أمامك الطريق طويلا. - واضح. •••
اشتر الأثاث بمعونة حمدي الذي وفر علينا مبلغا ضخما من المال. استطاع عبد الشكور أن يكسب احترام البواب الذي كان قبل مجيء الأثاث الجديد يحتقره احتقارا لا خفاء فيه.
الفصل الخامس
قال عبد الشكور لصبحي بك: أرجو أن تكون راضيا عني. - واضح أنك خبير بسوق القطن خبرة عظيمة. - ولكن الموسم انتهى، هل سأظل بلا عمل حتى الموسم القادم. - وماذا تريد أن تعمل؟ - هناك قسم في البنك درسته في المدرسة ولا أعلم عنه أي خبرة عملية. - أي قسم؟ - الأسهم والسندات. - والله فكرة لا بأس بها، ولغاتك تؤهلك للعمل في هذا القسم؛ على أن تعود إلى القطن في موسمه. - طبعا.
وأعطى صبحي بك أوامره أن يلتحق عبد الشكور بقسم الأسهم والسندات في البنك.
وفي اليوم التالي تسلم عمله. •••
استقبله فتحي السبكي رئيس القسم بترحاب حذر؛ أما الترحاب فبناء على أوامر صبحي بك، وأما الحذر فلن يلبث عبد الشكور أن يتبين ما يتخفى وراءه.
عرف عبد الشكور أول ما عرف عن فتحي السبكي أنه متصل بدهاقين التنظيم السياسي الأوحد؛ وهكذا انفتح أمامه باب جديد للنفاق.
Unknown page