141

Adab Talab

أدب الطلب

Investigator

عبد الله يحيى السريحي

Publisher

دار ابن حزم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Publisher Location

لبنان / بيروت

معالمه ونهيهم عَن تجَاوز حُدُوده وَلَا شكّ أَن ذَلِك من أوجب الْوَاجِبَات على أهل الْعلم وأهم الْمُهِمَّات وَلَو جَازَ ذَلِك لمن طلب مِنْهُم وعول عَلَيْهِ لجَاز لغيره من أهل الْعلم أَن يصنع كصنعه ويسلك مسلكه فتتعطل معاهد الشَّرْع وَتذهب رسومه ويتخذ النَّاس رؤوسا جُهَّالًا يقضون بِغَيْر علم فيضلون ويضلون وَذَلِكَ من عَلَامَات الْقِيَامَة وأشراط السَّاعَة كَمَا ورد بِهِ الْخَبَر الصَّحِيح كَيْفيَّة الْوُصُول إِلَى الْمرتبَة الثَّانِيَة للْعلم وَإِذا عرفت مَا يَنْبَغِي لأهل الطَّبَقَة الأولى من الْعُلُوم فلنتكلم الْآن على مَا يَنْبَغِي لأهل الطَّبَقَة الثَّانِيَة من الطَّبَقَات الْمَذْكُورَة سَابِقًا وَهِي طبقَة من يُرِيد أَن يعرف مَا طلبه مِنْهُ الشَّارِع من أَحْكَام التَّكْلِيف والوضع على وَجه يسْتَقلّ فِيهِ بِنَفسِهِ وَلَا يحْتَاج إِلَى غَيره من دون أَن يتَصَوَّر الْبلُوغ إِلَى مَا تصَوره أهل الطَّبَقَة الأولى من تعدِي فَوَائِد معارفهم إِلَى غَيرهم وَالْقِيَام فِي مقَام أكَابِر الْأَئِمَّة المرجوع إِلَيْهِم كَمَا يتصوره أهل الطَّبَقَة الأولى فَتَقول صَاحب هَذِه الطَّبَقَة الثَّانِيَة هُوَ من يطْلب مَا يصدق عَلَيْهِ مُسَمّى الِاجْتِهَاد ويسوغ بِهِ الْعَمَل بأدلة الشَّرْع وَهُوَ يَكْفِي بِأَن يَأْخُذ من كل فن من فنون الِاجْتِهَاد بِنَصِيب يعلم بِهِ ذَلِك الْفَنّ علما يَسْتَغْنِي بِهِ عَن الْحَاجة إِلَيْهِ أَو يَهْتَدِي بِهِ إِلَى الْمَكَان الَّذِي فِيهِ ذَلِك الْبَحْث على وَجه يفهم بِهِ مَا يقف عَلَيْهِ مِنْهُ علم النَّحْو فيشرع بتَعَلُّم علم النَّحْو حَتَّى تثبت لَهُ فِيهِ ملكة يقتدر بهَا على معرفَة أَحْوَال أَوَاخِر الْكَلم إعرابا وَبِنَاء وَأَقل مَا يحصل لَهُ ذَلِك بِحِفْظ مُخْتَصر من

1 / 170