133

Adab Talab

أدب الطلب

Investigator

عبد الله يحيى السريحي

Publisher

دار ابن حزم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Publisher Location

لبنان / بيروت

أفهامهم لأمرين أَحدهمَا الْجَهْل بالعلوم الَّتِي يتوصلون بهَا إِلَى فهم ذَلِك وَالثَّانِي اعْتِقَادهم أَن ذَلِك الْمُتَكَلّم شيعي وَأَن هَذَا الْعَالم الَّذِي أنكرهُ إِنَّمَا قَامَ عَلَيْهِ لأجل الشِّيعَة لكَوْنهم يَعْتَقِدُونَ فِي كل من اشْتغل بعلوم الِاجْتِهَاد أَنه يُخَالف الشِّيعَة طبيعة راسخة فيهم وَأمر ورثوه عَن أسلافهم وداء قبلوه من كل مخذول ومحنة تعاظم بِسَبَبِهَا الْبلَاء على الشَّرِيعَة وعَلى أَهلهَا فبهذه الْأَسْبَاب علمت أَن قيامي عَلَيْهِم لَا يجدى إِلَّا ثوران فتْنَة وَظُهُور محنة وَقد يكون سَببا لتظهرهم بِزِيَادَة على مَا يتظهرون بِهِ من تِلْكَ الْأُمُور الفظيعة والكفريات الشنيعة اللَّهُمَّ إِنِّي أشهدك وَأَنت خير الشَّاهِدين أَنِّي أول حَاكم بسفك دم من صدر مِنْهُ ذَلِك وَأول مفت بقتل من فعل شَيْئا مِنْهُ أَو قَالَ بِهِ عِنْد أول بارقة من بوارق الْعدْل وَفِي إخفاء رَائِحَة من رَوَائِح الْإِنْصَاف وَلست أَقُول أَن جَمِيع من أَشرت إِلَيْهِم هم على الصّفة الَّتِي ذكرتها الْمُوجبَة لإراقة الدَّم وإزهاق الرّوح بل يتظهر بذلك بعض مخذوليهم ويشتغل بِهِ أنَاس من شياطينهم والبقية وَإِن كَانُوا بِمَا يصدر مِنْهُم نقمة على الْعلم وَأَهله فَإِنَّهُم ينفرون النَّاس عَن علم الشَّرْع ويهونونه فِي صُدُورهمْ ويستصغرون عُلُوم الدّين بأسرها ويجذبون من يطمعون فِيهِ إِلَى جهالاتهم وضلالاتهم فهم مستحقون للْحَيْلُولَة بَينهم وَبَين كل سَبَب يتوصلون بِهِ إِلَى الْعلم على كل تَقْدِير كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ سَابِقًا مَعَ إِنْزَال بعض مَا فِيهِ إهانة لَهُم بهم ومسهم بِسَوْط إذلال ليَكُون فِي ذَلِك إعزاز للدّين وَرفع لمناره وَغسل لما قد لوثوا بِهِ أَهله من الْقدر الَّذِي يلقونه عَلَيْهِم وينجسونهم بِهِ وَالله المرجو فَعنده الْخَيْر كُله وَهُوَ أغير على دينه وَهُوَ أكْرم عَلَيْهِ من أَن يهان أَو يضام أَهله وَفِيهِمْ أَفْرَاد قَلِيلُونَ يصلحون بتَعَلُّم الْعلم ويتشبهون بأَهْله ويجرون على

1 / 162