الأباعد، ويقطع الأرحام فهذا رجل جاهل بربه، يعبده بالهوى، كلما هوى أمرًا ركبه، وكذب فيما يقول إني أريد به الله. وإنما أتى فساد الخلق من
إهمال النفس، وترك تأديبها، وقلة النظر في أمر الله تعالى، وجهلهم به، فلو عرفوه لاستراحوا من خدع النفس ودواهيها، لأن النفس إنما تطمع بمخادعة من يجهل ربه، فأما العلماء بالله، العارفون بالنفس، والشيطان أقل وأذل هناك أن يطمعها في خدعهم، لأن النفس إنما تظلم وتوسوس على القلب الشهواني، الذي قد أسره الهوى، وليس لنور الطاعة في القلب ما يغلب الهوى والشهوات، وإنما القوة الغالبة نور المعرفة، فمن أستنارات معرفته كانت أموره على بينة ومعاينة، وذلك قوله تعالى: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو علة نور من ربه. . .) الآية، فوصف رسول الله ﷺ علامات بالإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد
1 / 77