عرض له في ذلك شيء يكون فيه نقصان من حظه من الله تعالى، واعرض عنه، وتوجه إلى ربه ينتظر من أين يفتح؛ والعارف تخلص من هذا كله، من الضمان والوفاء، وشغل عن طلب الرزق بالرزاق، فقلبه في البحر الأكبر، قد تعلق قلبه به، فإذا ذكر المنة غرق، وإذا ذكر العافية قلق، وإذا ذكر حلول الأجل شرق، وإذا ذكر العيوب عرق، وإذا ذكر الرعاية والكلاءة ومق، وإذا رأى اللذات في الطاعة مئق، وإذا ذكره تئق، وإذا حن إليه واشتاق غرق في أثقال المنة، وعظمت آماله فيما لديه، وقلق من خوف زوال الإيمان، وشرق بغصته من حلول الأحزان، لطول الحبس عنه في دار الدنيا، وغرق من الحياء لما يرى من عظيم بره ولطفه، وجميل نظره، وحسن عوائده، ومن جميل صنائعه،
ومن هرب النفس منه، وإعراضه عن حقوقه، وإظهار جفوته؛ وهو من عظيم عطفه عليه في كلاءته ورعايته، واصطناعه إليه؛ ومئق لما يرى من فتح باب الدعة، وإكرامه بالطاعة،
1 / 72