الشمس، لم يشرق في البيت منه شمس، لأنه قد حال بين نور المرآة ونور الشمس ذلك الصدأ، فكذلك القلب إذا أقبلت على الله تعالى وعليه الهوى، لم يشرق بالنور الأعظم، لأن الهوى قد حال بين نور المعرفة وبين النور الأعظم، وهو اليقين، فإذا ذهب الهوى، فنظرت له، تلاقى النوران، فأشرق في صدرك، فأبصرته عين قلبك، فصار يقينا. واليقين في لغة العرب هو الشيء المستقر الثابت، تقول العرب: قد يقن الماء في الحفيرة.
قال له قائل: أشرح لنا صفة القلب
قال: القلب بضعة من لحم، في جوف بضعة أخرى، وهو الفؤاد، ومعدن النور القلب، ومنه قيل خبز فئيد، لأنه في جوف الرماد الحار والجمر، فالبضعة الخارجة هي الفؤاد؛ وإنما سمي قلبًا لأنه يتقلب، وله عينان وأذنان وباب، والصدر بيته، وإنما سمي صدرًا لأن الأمور تصدر عنه، فالنور الذي في القلب يعرف ربه، لأنه نوره، وهو حبة
1 / 52