============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقاثق التصوف المنكر، فتعلق حقيقة الاختيار باكتساب ما أمر الله عز وجل به ، قال الله عز وجل: { وامروا بالمعررف ونهوا عن المنكر، وقال عز وجل في قصة لقمان : وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واضبر على ما أصابك}، وقال النبي: 3 لتامرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليبعين عليكم من لا يرحم صغيركم ولا يوقر كبيركم.
فالصوفية أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر بثلاثة معان : بأمر الله تعالى لأمر الله، والشفقة والنصيحة والإصلاح بين الإخوان، وخصوصية الصوفية في المعروف أنهم لا يبالون في الله لومة لائم ، والصوفي إذا ورد عليه أمر من أمر الله عز وجل نسي في جنبه 55) جميع الخليقة حتى نفسه، ولا يحمي دنياه ولا نفسه ولا يصون رياسته، لأنه يجتهد في نهي المنكر بالقول والجاه واليد، فإن تغير وإلأ غيره بقلبه بشرائط وقته وحكم زمانه وعصره، وذلك أضعف الايمان.
ثم أمر المعروف ونهي المنكر من وجهين : بالعلم والوجد، فأما الذي بالعلم والتميز 12 فيالمداراة واللطافة واللدة واحتمال المكاره والصبر على المصيبة، وأما الذي بالوجد، فذلك من حقيقة الغيرة وغلية حقائق الايمان، يغير ولا يخطئ بالصولة والبطش فيمضي ذلك على السداد، وحكي عن ابراهيم بن عيسى رحمة الله عليه قال : كنت ببغداد عند معروف الكرخي رضي الله عنه ، قال : فكنت أمضي معه يوما من الأيام، قال : فلما وردنا شط الدجلة كان بعض آبناء الوزراء يلعب بالشطرنج، قال: فبرز معروف وأخذ رقعة الشطرتج وطرحها في الماء، قال: فبقي ابن الوزير متحيرا ساكتا، ورجع معروف إلى بيته، فلما رجع قال لي : يا إيراهيم إياك أن تفعل كما فعلت فتهلك، فم من استعمل بحقائق الوجد من الصول وغيره في وقت التمييز والعلم في نهي المنكر كان ما أفسد أكثر مما أصلح، وإن استعمل العلم في وقت غلية الوجد والغيرة كان ذلك ضعف الحال، 21 فهذا وصف معروف الصوفية بموافقة الكتاب والسنة.
2) ثلاثة: ثلاث ص 7) -8) أنهم لا يبالون: انها لا تبالي ص.
2) القرآن الكريم 41/22 .
3) القرآن الكريم 17/31.
4)-5) المعجم المفهرس 99/1.
Page 51