Adab Kuttab
أدب الكتاب
Publisher
المطبعة السلفية - بمصر
Publisher Location
المكتبة العربية - ببغداد
فإن كان ذلك منك ميلًا على أمير المؤمنين فقليل ما أكاتبك به كثيرا، وإن كنت كما قال الله: " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " فالسلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته.
وقال بعض الكتاب: ما أدري ما معنى المصارفة في تقديم إطالة البقاء في " أطال الله بقاك وأعزك "، وتأخيره في " أعزك الله وأطال بقاك " الأفضل التقديم والتأخير في أنفسهم، وإلا فالعطف بالواو، وهي تجيء للاشتراك فيدخل الثاني من الدعاء في معنى الأول، وقد قدم الله ﷿، لما كان العطف بالواو مؤخرًا على مقدم، فقال: " واسجدي واركعي مع الراكعين "، وقال: " يا معشر الجن والإنس:..
وعلى أن المؤخر قد قدم، وأخر المقدم بغير الواو من حروف العطف، قال الله ﷿: " اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون "، قالوا: وإذا تولى لم يعرف شيئًا والمعنى مقدم ومؤخر كأنه فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم. وقال ﷿: " من بعد وصية يوصى بها أو دين " والدين قبل الوصية، وهذا كثير في الشعر واللغة، قال: فلم تستن الكتاب بذلك، وصارت التقدمة لحرف على حرف تزول، إذ قدم الثاني من اللفظ على الأول.
وقال بعضهم: لا أعرف الصرف بين " أطال الله بقاك " وبين " مد الله في عمرك " إلا ما رتبوه واستعملوه ورسموه. ومن يصارف في القليل من هذا ويشح عليه أكثر.
وكان أحمد بن ثوابة أشد الناس في هذا، كتب إليه ابن أبي خالد
1 / 152