Adab Duca
آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا
Genres
فالمسكين الظالم، يا ويحه يوم العرض، يوم لا يمكن الاستدانة، كلا! ولا القرض، يوم يحرقه تحريق الأرض، وقد صار على يديه يعض، فالدنيا دار فناء، وعبادة وعناء، فلا تجعلوها دار ظلم، ومأمنا، فكأنك بالظالم، قد دفن في رمسه، وراح أمسه، ولا ينفعه ديناره ولا فلسه، كلا! ولا داره ولا غرسه، وقد طال تحت الأرض سجنه وحبسه، وضاق عليه قبره ورمسه.
قال بعضهم:
يا نفس توبي فإن الموت قد حانا ... واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا ... لقطا وتلحق أخرانا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه ... نرى بمصرعه آثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أتركها ... خلفي وأخرج من دنياي عريانا
أبعد خمسين قد قضيتها لعبا ... قد آن أن تقصري قد آن قد آنا
ما بالنا نتعامى عن مصائرنا ... ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصا وهذا الدهر يزجرنا ... كأن زاجرنا بالحرص أغرانا
أين الملوك وأبناء الملوك ومن ... كانت تخر له الأذقان إذعانا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا ... مستبدلين من الأوطان أوطانا
خلوا مدائن كان العز مفرشها ... واستفرشوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضا في ميادين الهوى مرحا ... ورافلا في ثياب الغي نشوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب ... يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا
وقال غيره:
Page 294