Adab Duca
آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا
Genres
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أصبحنا ذات يوم، فقالت أمي لأبي: والله ما في بيتك شيء يأكله ذو كبد، فقام فتوضأ، ولبس ثيابه، ثم صلى في بيته. قال: فالتفت إلي أمي، فقالت: إن أباك ليس يزيد على ما ترى، فاخرج أنت، فخرجت، فخطر ببالي صديق لنا تمار، فجئت إلى سوقه، فلما رآني صاح بي وذهب بي إلى منزله، وأطعمني، ثم أخرج لي صرة فيها ثلاثون دينارا من غير أن أذكر له شيئا من حالنا، إلا ابتداء منه، وقال: أقرأ أباك السلام، وقل له: إنا جعلنا له شركا في كل شيء من تجرنا، وهذا نصيبه منه.
قال أصبغ بن زيد: جلست أنا ومن عندي ثلاثا لم نطعم شيئا، فخرجت إلي ابنتي الصغيرة، فقالت: يا أبت! الجوع، فأتيت الميضأة، فتوضأت وصليت ركعتين، وألهمت دعاء دعوت به، وفي آخره: اللهم افتح علي منك رزقا لا تجعل لأحد علي فيه منة، ولا لك علي في الآخرة فيه تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين، ثم انصرفت إلى البيت، فإذا ابنتي الكبيرة قد قامت إلي، وقالت: يا أبت! جاء عمي الساعة بهذه الصرة [من] الدراهم، وبحمال وعليه دقيق، وحمال عليه من كل شيء في السوق، وقال: أقرئوا أخي السلام، وقولوا له: إذا احتجت إلى شيء، فادع بهذا الدعاء تأتك حاجتك، قال أصبغ: ولا والله ما كان لي أخ قط، ولا أعرف من كان هذا القائل، ولكن الله على كل شيء قدير.
Page 174