Adab Carab
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
Genres
الأسواق:
كانت ولا تزال إلى اليوم تقام في البلاد العربية، في مدن عديدة ومواقع متوسطة، دعا إليها أولا الاضطرار إلى المقايضة؛ لأن الناس لم تكن تتعامل كاليوم بالنقود. كان للعرب كما كان لغيرهم من أمم الأرض في طور البداوة أسواق تعرض بها منتوجاتهم، وهذا لا يزال أثره إلى اليوم في العالم.
بيد أن الإقبال على هذه الأسواق لا يعظم إلا إذا كانت الغاية منها دينية كالحج عند العرب.
أسواق العرب:
فللعرب أسواق كانوا يقيمونها في أشهر السنة يحضرها السواد الأعظم منهم، ينتقلون من سوق إلى أخرى، ينزلون دومة الجندل في أعالي نجد في غرة ربيع الأول، فيقيمون الأسواق للبيع والشراء والأخذ والعطاء، ثم ينتقلون إلى هجر فيقيمون شهرا، ثم ينتقلون إلى عمان، ثم إلى حضرموت فعدن، ثم إلى عكاظ في الأشهر الحرام، وكانت لهم أسواق أخرى في المجنة وذي المجاز.
عكاظ:
أشهر الأسواق، وهو مكان بين نخلة والطائف، وهي خاتمة الأسواق يقيمون فيها من غرة ذي القعدة إلى العشرين منه، ثم يتوجهون إلى مكة لقضاء مناسك الحج. كان شرفاء العرب يحضرون من الأسواق سوق بلدهم إلا عكاظا، فإنهم كانوا يحضرون إليها جميعهم، ففيها تفصل الدعاوى وتفتدى الأسرى، ويطلب الثأر، ويفاخر العرب بعضهم بعضا، فقد كان العرب يفاخرون بكل شيء حتى في كبر المصائب.
ثم تطورت النظرية فصارت السوق سوق أدب أيضا.
لقد كانت هذه الأسواق محترمة جدا، وخصوصا سوق عكاظ، لا يدخلها أحد بسلاحه، بل يسلمون أسلحتهم لأهل السدانة من قريش، ومن لا يفعل ذلك يعرض نفسه للقتل.
وكان ينادي المنادي في هذه الأسواق على لسان أشراف العرب: هل من راحل فنحمله، أو من جائع فنطعمه، أو خائف فنؤمنه. وكان الأمراء في هذه المجتمعات يتقاضون الضرائب، والإتاوة.
Unknown page