وأجاز له الحافظ المنذري، ولاحق الأرتاحي، والبهاءُ زهير، وأبو علي البكري.
وخرج له التقي عبيد مشيخة، وحدث قديمًا، وسلك طريقًا قويمًا.
وأخذ عنه المصريون وسمعوه، وارتضوه وما دفعوه، وزان بالرواية زمانه، ورصع دره في تاجها وجمانه، إلى أن أدركته الوفاة، وختم الموتُ نطقه وفاه. وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثمانٍ وثلاثين وسبع مئة. وولد سنة تسعٍ وأربعين وست مئة.
إبراهيم بن علي بن خليل الحراني
المعروف بعين بصل.
كان على ما اشتهر من أمره عاميًا حائكًا أميًا، وله الشعر المقبول، والطبعُ الذي هو على القريض مجبول.
أناف على الثمانين من عمره، ولم يخمد توقد جمره. نظر يومًا بعض أصحابه إلى امرأة برزت بصفحة بدر في حندس، وغرست فوق خدها زهرة نرجس، فسأله أن ينظم في ذلك شعرًا، وينفسَ به كرب قلبه المغرى، فقال بديهًا، وأنشد الحاضرين فيها: