169

Aʿyān al-ʿaṣr wa aʿwān al-naṣr

أعيان العصر و أعوان النصر

Editor

الدكتور علي أبو زيد، الدكتور نبيل أبو عشمة، الدكتور محمد موعد، الدكتور محمود سالم محمد

Publisher

دار الفكر المعاصر،بيروت - لبنان،دار الفكر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

دمشق - سوريا

وكان أولًا يقرئ أولاد القاضي محيي الدين بن فضل الله، فحصل بذلك هذه الجهات، وأخذ له القاضي بدر الدين ابن فضل الله وظيفة الإفتاء بدار العدل في أيام الأمير سيف الدين طقزتمر.
وكان له ذوقٌ جيد في الأدب وينظم وينثر في الأدب جيدًا، ولكنه يتخيل في نفسه لما كان عنده من الانجماع لغلبة السوداء عليه، فما يعمل شيئًا.
وبيني وبينه مكاتبات مذكورة في الجزء الخامس من التذكرة التي لي، وكتبت إنا إليه وإنا بالرحبة وهو مقيم بالقاهرة أسأله عن أخبار الأصحاب:
رحلتُ وفي مصر لي سادةٌ ... يطولُ غرامي بهم واكتئابي
جفوني وضنوا بأخبارهم ... فأصبحتُ أطلبها من صحابي
عسى خبرٌ عنهم صادقٌ ... أطالعُه من كتابِ الشهاب
وكتبت له توقيعًا فإفتاء دار العدل بدمشق ارتجالًا، وهو: رسمَ بالأمر العالي المولوي السلطاني الصالحي العمادي، لا زال شهابه لامعًا، وسحابه بالنوال هامعًا، وجنابه لأرباب العلم جامعًا، أن يرتب في كذا ركونًا إلى ما أتقنه من العلوم، وسهر له والناسُ نيام بشهادة النجوم، وسكونًا إلى ما حصله في مذهبه وحرره، وأوضح دليله بالمباحث وقرره، لأنه المقرئ الذي قتل السبع بدربته خبرًا، ونزل به أضيافُ التلاميذ وكان لهم من السخاوي أقرأً، والنحوي الذي لو رآه الفارسي ترجل له إعظامًا، ولو شاهده ابنُ مالك كان له غلامًا، والفقيه الذي لو عاينه صاحبُ التنبيه غدق به هذا الأمر ونام، ولو نظر الغزالي لما كان حاك

1 / 204