50

Mawsūʿat al-aʿmāl al-kāmila liʾl-Imām Muḥammad al-Khaḍr Ḥusayn

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Editor

علي الرضا الحسيني

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

1431 AH

Publisher Location

سوريا

Genres

مما يلفت أنظارهم؛ ليتبينوا ماذا يراد منها، فيستمعوا حكمًا وحججًا قد تكون أسباب هدايتهم.
﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾:
الكتاب: المكتوب. والمراد: القرآن المجيد، فإنه كان يكتب حين نزوله في الألواح ونحوها. وأتى به معرَّفًا، ولم يقل: ذلك كتاب؛ تنبيهًا لكماله في المعنى الذي تتفاضل فيه الكتب، وهو الهداية والحكمة، كما تقول: زيدٌ الرجلُ؛ أي: الكامل في الرجولة. وأشير إلى الكتاب باسم الإشارة المقرون بالكاف الدالة على بعد المشار إليه؛ تنزيلًا لعلو مرتبته، وبعدها في الكمال منزلةَ البعد المحسوس.
﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾:
الريب: الشك. والقرآن لروعة حكمته، وسطوع حجته، لا يرتاب ذو عقل متدبر في كونه وحيًا سماويًا، ومطلع هداية وإصلاح. فالآية تنفي الريب في القرآن عمّن شأنهم أن يتدبروه، ويقبلوا على النظر فيه بروية، ومن ارتاب في القرآن، فلأنه لم يقبل عليه بأذن واعية، أو بصيرة نافذة.
﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾:
الهدى في الأصل: مصدر هدى يهدي، واستعمل هنا بمعنى: هادٍ، مبالغة في الوصف بالهداية. والعرب يستعملون المصدر في معنى اسم الفاعل، مبالغةً في وصف الشيء بما صدر منه من الأفعال، أو قام به من الصفات. والمتقون: جمع مُتَّقٍ؛ أي: متصف بالتقوى. والتقوى درجات، أدناها: اجتناب الشرك، وأعلاها: اجتناب ما نهى الله عنه، والقيام بما أمر به، حسب الاستطاعة. وأشار إلى هذا من قال: "التقوى أن لا يراك حيث نهاك،

1 / 16