187

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Genres

{راعنا}: من المراعاة، وهي المراقبة والانتظار والإمهال، وقد # كره الله أن يخاطب نبيه - عليه الصلاة والسلام - بهذه الكلمة، وإنما كرهها إذ لحقها وجه من المفسدة، هو أن المسلمين كانوا يقولون: يا رسول الله راعنا؛ أي: راقبنا وأمهلنا حتى نتمكن من حفظ ما تلقيه لنا، فسمعتهم اليهود، فصاروا يقولون: يا أبا القاسم! راعنا، يوهمون أنهم يريدون طلب المراعاة، وهم يريدون معنى اسم الفاعل من الرعونة التي هي الحمق، فنهى الله تعالى المسلمين عن استعمال هذه الكلمة في خطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى لا يتخذها اليهود وسيلة إلى إذاية النبي بالسب والتنقيص.

{وقولوا انظرنا}:

نهى المسلمين عن أن يقولوا في خطاب النبي - عليه الصلاة والسلام -: راعنا، وأمرهم بأن يقولون مكانها: {انظرنا}، وهي من نظر بمعنى: انتظر، تقول: نظرت الرجل أنظره: إذا انتظرته وارتقبته، وبهذا المعنى ورد قوله تعالى: {انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]. وفي الآية تنبيه لأدب جميل هو أن الإنسان يتجنب في مخاطباته الألفاظ التي توهم جفاء أو تنقيصا في مقام يقتضي إظهار مودة أو تعظيم.

{واسمعوا}:

أمر للمسلمين بحسن الاستماع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ بأن يقبلوا عليه بقلوبهم حتى يحفظوا ما يلقيه عليهم، ولا يفوتهم منه شيء.

{وللكافرين عذاب أليم}:

الكافرون: اليهود الذين اتخذوا كلمة: {راعنا} وسيلة إلى إذايته - عليه الصلاة والسلام -. والأليم: الموجع.

Page 191