Aclam Fikr Islami
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Genres
فطبع بخطه مجموع المتون وكتب التصوف لسيدي عبد الوهاب الشعراني، وديوان سيدي عمر بن الفارض، والشفا للقاضي عياض، وأخيرا اللزوميات لأبي العلاء المعري، وكتبها كذلك بالحبر العادة لكثير من الذوات، وكتب كثيرا من المصاحف والربعات ودلائل الخيرات.
وتوظف بوزارة المعارف المصرية بقلم الترجمة، ثم انتقل إلى الدائرة السنية أمينا لكتبخانتها.
وكان رحمه الله نجيبا أديبا، نادرة زمانه، يحفظ كثيرا من قصائد الأدب، وكثيرا من الحكم، وكثيرا من الأحاديث النبوية والقدسية، وكان صالحا تقيا، عالما عاملا، مخلصا صادقا، أمينا كريما، زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة.
وكان رحمه الله نصوحا لأولاده وأحبابه. أحفظ له ثلاث نصائح لي؛ أحدها وأنا تلميذ حديث البلوغ، وهي أنه أوصاني بالاستبراء عقب الحدث «البول»، وأخبرني بأن المبني على الفاسد فاسد، والمبني على الصحيح صحيح، وأن هذا أساس العبادات. والثانية وأنا معلم بمدرسة المهندسخانة، وهي أنه أخبرني أن الناس في غفلة عن الله سبحانه، وأن اللازم أن العبد يتوجه بوجهه وقلبه دائما إلى الله تعالى، وأوصاني بقوله: الزم يا بني هذا الدعاء: «اللهم لا تحول قلبي ولا وجهي إلا إليك، ومثل ذلك لأصحاب الحقوق علي وللمسلمين.»
والثالثة: ذكر الحديث: بين العبد وربه سبع عقبات، أهونها الموت، وأصعبها الوقوف بين يدي الله عز وجل إذا تعلق المظلومون بالظالمين يقول هذا أخذ مالي وظلمني وهذا هتك عرضي وفضحني، وأخبرني بأن المنجي من كل ذلك المواظبة على الصلوات الخمس، وأن الإنسان بعد السلام من كل فرض يقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا، أستغفر الله العظيم لي ولوالدي ولأصحاب الحقوق علي ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات خمسا، وذلك قبل أن يغير جلسة التشهد من كل فرض.
ولما تزوج ولداه محمد ماجد أفندي ومحمد عارف أفندي، وكانت الست والدتهما مطلقة خارج منزله، وكان على ذمته غيرها، عزما على أن تكون أمهما معهما بالمنزل، فكتبا له عريضة بطلبهما هذا حياء منه أن يطلبا إليه ذلك شفهيا.
وهذه صورة العريضة:
عريضة مقدمة بين يدي حضرة والدنا للنظر في إصلاح ورفعهما في الدارين، فنعرض أحوالنا الدنيوية والأخروية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحليم الحكيم العادل، والصلاة والسلام على رسوله خير الأواخر والأوائل، وعلى آله وصحبه أولي الفضائل والشمائل، أما بعد: فإن المنة لله ولرسوله وللوالدين، حفظهما الباري تعالى ورفعهما في الدارين، فنعرض يا أبانا على شريف مسامع جنابك، أنه من مننك على أولادك، أنك أحسنت مثوانا، وسعيت لنا في صنعتين شرفتنا بهما، جعل الله يدنا العليا بالعطاء، ولم يجعل يدنا السفلى بالاستعطاء، لما ألهمك ربك وأنت مسافر بإسلامبول حديث: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول، ودوام السعي لنا بكل الهمة، على ما فيه صلاحنا، فلك المنة، واتخاذك إيانا كأخويك، مع الشفقة بنا ولين جنبيك، وتحريضنا على صلة الأم والأرحام، وقولك لنا إن أمنعكما عنهم حرام، وتعليمك إيانا أمور ديننا، وحثنا على الزواج حفظا لسيرنا، وغير ذلك من مننك التي لا تحصى، وإرشاداتك المخلصة التي لا تستقصى، فحق علينا أن نقول، موقنين من الله القبول: سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، حيث من الله علينا بوالد بار، شفوق صالح صبار، وحق لنا أن نقول ، وعلى الله بلوغ المأمول:
Unknown page