180

Aclam Fikr Islami

أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث

Genres

ولد في دمشق سنة 1148ه بدارهم شمالي الجامع الأموي الكبير، وتخرج على والده وغيره من علماء عصره مثل: أبي الإقبال السقطي الصالحي، وأبي الأسرار السلمي، وأبي العباس بن حيمور البقاعي، وأبي الحسن علاء الدين الغزي العامري، وأبي الإخلاص المرجاني البقاعي المعروف بالطباخ، وأبي الصفاء بن أويس الحموي الدمشقي الشهير بالعلواني، وأبي الأسرار قطب الدين العبدلاني الكردي، والكمال بن قطب الدين مصطفى البكري، وخال المترجم أبي البركات الأيوبي، وتاج الدين بن إلياس المدني، وعبد الرحمن الكردي الباني.

وهو من بيت علم شريف، فوالده أبو الكمال محمد شريف بن شمس الدين محمد الغزي، وعمه أبو الوفاء وجيه الدين عبد الرحمن، وجدته لأبيه طاهرة خاتون ابنة الشيخ عبد الغني النابلسي.

وكان له ولع بالأدب والتاريخ والتراجم؛ فمن مؤلفاته: «الورد الأنسي والورد القدسي في ترجمة سيدي الشيخ عبد الغني النابلسي»، وهو مجلد ضخم فيه فوائد كثيرة عن ذكر الصالحين وآثار الأولياء، وذكر نسب آل النابلسي وتراجم أسلافه، ثم ترجمته مفصلة وأطواره وأحواله وزهده ومكارم أخلاقه وذكر مشايخه في أنواع العلوم وأصناف الفنون، وذكر طريقة النقشبندية والقادرية بتفصيل كاف، ثم تراجم تلاميذه والآخذين عنه ومريديه والمتصلين به، ثم تآليفه النافعة وتحريراته الجامعة، والمكاتبات والمدائح الواردة عليه، وكراماته وكلماته وحكمه [ونسختي بقطع نصف كبير في 420 صفحة بخط جميل دبجها عبد الكريم الحمزاوي].

1

ومنها تذكرته التي هي آخر التذاكر المفيدة، وتقع في 14 جزءا، وفيها أدب وتاريخ وتراجم وحوادث، وكتابه المفيد «النعت الأكمل» في طبقات الحنابلة، وكتاب «إتحاف ذوي الرسوخ» وهو معجم شيوخه، وديوان شعره، وقد ذكره مرارا في «الورد الأنسي»، ورسالة سماها «لمعة النور بتضمين من عادة الكافور» أكثر فيها من التضمين للمصراع المشهور «من عادة الكافور إمساك الدم».

وله أشعار كثيرة ذكرها «المرادي»، كما جمع كثيرا من دواوين الشعراء كالبهلول والدكدجي.

ولا نعرف من كتبه الباقية الآن سوى «الورد الأنسي»، وبعض أجزاء من «التذكرة»، ولعل بقيتها في مكاتب الخاصة.

ثم كتب إلينا الأستاذ المعلوف أن صاحب الترجمة له بعض المجاميع، وفي بعض أجزاء تذكرته أشعار تركية تدل على إتقانه هذه اللغة، وكانت بينه وبين الشيخ خليل المرادي مفتي دمشق صاحب تاريخ «سلك الدرر» مودة وثيقة العرى ومساجلات ومراسلات، ونقل المرادي كثيرا من شعره.

ثم استطرد قائلا: وممن راسله شعرا الشيخ السيد أحمد البربير الذي جمعت ديوانه بيدي، وهو بليغ نادر مشتت في ثنايا المخطوطات والكنانيش.

وقد كتب على ضريحه في مدفن أسرته الغزية في «تربة الدحداح» تاريخ وفاته سنة 1213ه في بيتين من نظم صديقه السيد عبد الحليم اللوجي، وهما:

Unknown page