إني أقول فاسمعوا بياني ... يا معشر الأصحاب والخلانِ
أوصيكم بالعدل والإحسانِ ... والبِرِّ والتقوى مع الإيمانِ
فاستمسكوا بطاعة الرحمنِ ... واجتنبوا الرجس من الأوثانِ
واجتنبوا مكايد الشيطانِ ... فإنه يأمر بالعدوانِ
والكفر والفسوق والعصيانِ ... والبغي والفحشاء والبهتانِ
يزين الغرور للإنسانِ ... ثم قصاراه إلى الخذلانِ
كفعله يوم التقى الجمعانِ ... ما هذه الدنيا لكم بشانِ
فارفضوها لتقى الرحمنِ ... فإنها دار أولى الإضغانِ
وذمها في محكم القرآن ... سرورها قد شيب بالأحزانِ
ألا كل من عليها فإنِ ... إن الغنى والفقر يُعرفانِ
عند ظهورِ الربح والخسرانِ ... بعد عبور الجسر والميزانِ
هنالك العالَم فرقتانِ ... ففرقة في غرف الجنانِ
مسرورة بالعفو والغفرانِ ... محبورة بالبشر والرضوانِ
محبوة بالروح والريحانِ ... وفرقة في ظلل النيران
قد دفعوا لمالك الغضبانِ ... وجوههم مسودة الألوانِ
شرابهم من الحميم الآنِ ... ثيابهم فيها من القطرانِ
يدعون بالثبور والخذلانِ ... ووصف ما خص به الصنفانِ
في سورة الرحمن مذكورانِ ... أوصيكم بالقول في القرآنِ
بقول أهل الحق والإتقانِ ... ليس بمخلوق ولا بفانِ
1 / 32