طلابة للعلم ورحل وعنى به فصبر أحمد عن تلك الأحاديث، ولم يسمع منه حرفًا، وأما علي بن المديني، وأبو خيثمة، وعامة أصحابنا سمعوا منه … " ثم قال بعد كلام: "المعلى صدوق" (^١) وكذلك فقد كان يحترم آراء الحفاظ الآخرين، فلقد كان محمد بن عمير، أبو بكر الطبري (^٢) جليسه والمفتي في مجلسه، كان يفتي برأي أبي ثور (^٣).
مكانة الري بالنسبة للمراكز العلمية الأخرى في بلاد المشرق
عد الرامهرمزي الري من المراكز العلمية التي رحل إليها العلماء طلبًا للحديث وغيره من العلوم، وكذلك ذكرها السخاوي ضمن المدن التي اهتم أهلها بالحديث، وتدوينه، وروايته، ولا بد من معرفة الأسباب التي عملت في تكوين هذا المركز المهم الذي ساهم في نشر العلوم الإسلامية، وتنشيط المراكز الأخرى في بلاد المشرق، ويمكننا أن نحصر هذه الأسباب والعوامل بالنقاط التالية:
١ - لقيت الري قبل الإسلام عناية كبيرة، وحظيت بقدسية ومهابة في نفوس المجوس من أبناء فارس باعتبارها المكان المقدس الثاني عشر عندهم ولأن زرادشت كان من أهلها.