Abu Zur’ah al-Razi and His Contributions to the Prophetic Traditions
أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية
Investigator
الضعفاء - وأجوبته على أسئلة البرذعي
Publisher
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة النبوية
Edition Number
١٤٠٢ هـ
Publication Year
١٩٨٢ م
Publisher Location
المملكة العربية السعودية
Genres
المملكة العربية السعودية - الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
المجلس العلمي - إحياء التراث الإسلاي
- ٣ -
أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية
مع تحقيق كتابه: الضعفاء - وأجوبته على أسئلة البرذعي
دراسة وتحقيق: الدكتور سَعْدي الهاشمي
المقدمة / 1
هذا الكتاب في الأصل رسالة أعدها المؤلف لنيل الدكتوراة في الحديث وعلومه بإشراف الدكتور الحسيني عبد المجيد هاشم
(جميع الحقوق محفوظة)
الطبعة: الأولى
١٦٠٢ هـ - ١٩٨٢ م
المقدمة / 4
- أ -
تقديم
بقلم: فضيلة الدكتور عبد الله بن عبد الله الزايد نائب رئيس الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وقائد الغر
المحجلين وعلى آله وصحابته ومن تبع سنته إلى يوم الدين.
وبعد؛ فإنا نقدم هذا السفر النافع الماتع (أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية مع تحقيق كتابه «الضعفاء» و«أجوبته عن أسئلة البرذعي» دراسة وتحقيق فضيلة الدكتور سعدي مهدي الهاشمي ..
وهو سفر جامع بين جهود الأئمة السابقين المتقدمين، وجهود الباحثين المحدثين، وجامع لأوليتين، إذ فيه أول دراسة وترجمة موسعة شاملة، تنشر عن الإمام أبي زرعة عبيد الله بن عبدالكريم الرازي رحمه الله تعالى، المتوفي سنة ٢٦٤ هـ.
وفيه إخراج - لأول مرة - لكتاب (أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين) لأبي زرعة، و(أسئلة البرذعي لأبي زرعة عن الرواة الضعفاء).
وجاء الكتاب بجملته في ثلاثة أبواب، يتمتع القارئ للباب الأول بحياة علمية وعملية ومنهج علمي لإمام فذ من أفذاذ القرن الثالث الهجري، الذي ظهر فيه علية أئمة السنة، عاش حوالي سبعين عامًا نذر فيها عمره ومواهبه لخدمة السنة، فوهب الله تعالى له من العلم والحافظة ما لم يهبه لغيره إلا لعدد أقل من القليل.
يجد القارئ نفسه أمام رحالة يتنقل بين شرق البلاد وغربها، وشمالها
المقدمة / 5
- ب -
وجنوبها لا يفتأ راحلا وقد يرحل إلى بلد ما عدة مرات، ويطيل المكث في بلده شهورة طويلة، لوفرة من فيها من أهل العلم.
وهو في هذه البلدة غريب فقير، ينفق ولا يكتسب، بل يبيع بعض مقتنياته الخاصة به جدا، لتحصيل العلم والكتب، همه الازدياد من الكتابة ولقاء الشيوخ، لا يجد فراغا للطعام إلا لما خف وسهل، حتى قال عن نفسه - وقد استغرق في إحدى رحلاته أربع سنوات ونصف السنة: «ما أعلم أني طبخت فيها قدرة بيد نفسيه» (^١).
وبهذه البداية المحرقة وصل إلى تلك النهاية المشرقة، نجده يقول: «إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو» (^٢)!!
ومن الناحية العملية نجد رجلا قد بت هذه الدنيا وزخارفها، وأقبل بكليته على الآخرة يرجو الدخول فيها عن طريق المرابطة في سبيل الله وحراسة ثغور الاسلام.
يقول معبرة عن هذه الرغبة: لو كان لي صحة بدن على ما أريد كنت أتصدق بمالي كله وأخرج إلى طرطوس أو إلى ثغر من الثغور، وآكل المباحات وألزمها (^٣).
ويتندم على ما فرط منه في شبابه أيام رحلاته الطويلة فإنه دخل ثغورة كثيرة: دخل قزوين والرها، وطرسوس، وبيروت. . . بنية كتابة الحديث وسماعه من الشيوخ، ولم يدخلها مرة واحدة بقصد المرابطة! ذكر هذا عن نفسه متأسفا فقال: (لا أعرف لنفسي رباطًا خلصت نيتي فيه. ثم بكي) (^٤) لعله يتدارك بعض ما فاته.
_________
(^١) انظر: الفصل الثالث من هذه الدراسة.
(^٢) انظر: الفصل السابع.
(^٣) انظر: الفصل الثامن.
(^٤) انظر: الفصل الثالث.
المقدمة / 6
- جـ -
والدراسات الشاملة المستوعبة توقف القراء على كثير من هذه النماذج الحية في صدر الاسلام وسلف الأمة، وتبرز نوادر مذهلة كانت في حياتهم، وما أكثرها! وما أندرها في حياتنا وما أحوجنا إليها! لتستنهض هممنا وترفعنا عن حضيض الدعة والمادة.
كما يجد القاريء فيها الكثير من بحوث علمية شيقة تمتاز بالاستقراء والجدة. . . فأبو زرعة - كغيره من أئمة الحديث - معروف بكثرة الشيوخ، إلا أن مصدرًا من مصادر ترجمته لم يعدد فلانًا وفلانًا منهم إلى أن يصل به العدد إلى ٥٥٦ شيخا يأخذ عنهم تلقيًا وشفاهًا، و٢٤ شيخًا آخرين يروى عنهم بالكتابة و١٤ شيخًا تحمل عنهم ثم ترك الرواية عنهم! فيكون مجموعهم ٥٩٤ شيخًا!! نجد إحصاء ذلك في الفصل الرابع من هذه الدراسة مجموعًا مستقصي من مصادر ترجمته المطبوع منها والمخطوط.
أما بعض ما في هذه الدراسة من جديد: فقد اشتهر بين أهل الحديث الخلاف في مسألة اشتراط ثبوت اللقاء بين الرواي وشيخه، كما هو مذهب البخاري وشيخه علي بن المديني، أو الاكتفاء بإمكان اللقاء بينهما، كما هو مذهب مسلم، فأبان الاستاذ جزاه الله خيرا أن مذهب أبي زرعة في هذه المسألة كمذهب الإمام أحمد وأبي حاتم الرازي (أضيق من قول ابن المديني والبخاري، فإن المحكي عنها أنه يعتبر أحد أمرين إما السماع وإما اللقاء، وأحمد ومن تبعه عندهم لا بد من ثبوت السماع» (^١).
وكانت خاتمة الباب الأول فصلا هو أهم فصول الدراسة علمية، إذ فيه بيان منهج الإمام أبي زرعة في علل الحديث، وفي مقدمة الفصل كلمة عن العلة وسبيل كشفها والوقوف عليها، ثم استقراء مطول لأهم الأساليب التي اتبعها أبو زرعة في تعليل الأحاديث، وذلك من خلال كتاب (علل الحديث) لابن أبي حاتم، فبلغ عدد طرق ذلك عنده ١٦ طريقا.
وفي الباب الثاني يعيش القاريء مع الإمام أبي زرعة وتلميذه المدون لقسط وفير من علمه في الجرح والتعديل أبي عثمان سعيد بن عمرو البرذعي، فالتلميذ
_________
(^١) انظر: الفصل السادس
المقدمة / 7
- د -
يسأل عن مشكلاته العلمية، وعمن تعسر عليه معرفة حاله جرحًا وتعديلًا، فيكون أبو زرعة قد عرف الرجل ورآه، وعايشه في رحلاته الطويلة، وخبر حاله خبرة تامة، فيجيبه بما استقر عليه رأيه فيه.
وفيه أيضأ (أسامي الضعفاء) ذكر منهم ٣٨٤ راويًا ضعيفًا في اجتهاده ورأيه. وهذان الكتابان مصدران أصيلان ومن أقدم ما وصلنا في الرواة الضعفاء وأشباههم.
والناظر في سؤالات البرذعي يجد فيها جدة من وجهين:
• يجد أسماء كثيرة لرواة لهم ذكر في كتب الجرح والتعديل، إلا أنه لم يُنقل فيها قول أبي زرعة فيهم، فنجد حكمه عليهم هنا، ويجد القاريء في التعليقات كثيرًا قول المحقق: لم أجد من نقل قول أبي زرعة فيه.
• كما يجد القارئ تراجم لرواة آخرين لم يذكروا في كتب الجرح والتعديل المتداولة، مثل: العلاء بن بشر الشامي الراوي عن مكحول الشامي، والحسين السدي. الراوي عن محمد بن حميد الرازي، ومعاوية بن أبي العباس جار سفيان الثوري، وغير هؤلاء ممن ينبه المحقق اليهم بقوله: لم أقف على ترجمته.
فهذه إضافات إلى كتب الجرح والتعديل لا يدرك أهميتها إلا من يكثر وقوفه عند البحث عن تراجم فلا يجدها فيها بين يديه من تلك الكتب.
وفي سؤالات البرذعي أيضًا ما يلفت النظر ويدعو الباحث إلى التثبت، من اختلاف النقل عن أبي زرعة، فمثلا تنقل الكتب المتداولة عن أبي زرعة قوله في عبد الرحمن بن حماد الشعيثي: «لا بأس به»، في حين أن البرذعي ينقل عنه قوله فيه: «شيخ ليس بذاك».
ونقل البرذعي عنه أنه قال في عبد الله بن نافع الصائغ «منكر الحديث» والمنقول عنه في الكتب قوله فيه: «لا بأس به».
فهذه مغايرات لها أهميتها لدى الباحث المحقق.
وبما أن الكتاب (سؤالات) فقد تضمن من أدب المتعلم مع العالم ما ينبغي الوقوف عنده والتخلق به.
المقدمة / 8
- هـ -
من ذلك تأدب البرذعي مع شيخه أبي زرعة أن لا يذكر أمامه أحدا لا يرتضيه، بل يكنى عنه.
ذكر أبو عثمان حديث (الرويبضة: الفاسق الذي يتكلم في أمر العامة) فقال: (لم أجترأ أن أذكر له أنه من رواية هذا الرجل، لأنه لم يكن يرضاه! فقلت له: هو هذا الشامي).
ولعل هذا الكتاب أقدم كتاب كشف لنا عن التحريف الذي وقع في تفسير قوله تعالى ﴿سأريكم دار الفاسقين﴾ وبين لنا فيه أبو زرعة ﵀ من الذي حصل له هذا التحريف.
قال البرذعي ﵀: قال لي أبو زرعة: حدثنا أبو سعيد الجعفي، قال: حدثنا يحيى بن سلام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله (سأريكم دار الفاسقين) قال: مصر.
وجعل أبو زرعة يعظم هذا ويستقبحه.
قلت: فأيش أراد بهذا؟ قال: هو في تفسير سعيد - ابن أبي عروبة-: عن قتادة: (مصيرهم).
وفي الكتاب من غرر أخبار العلم والعلماء ما يوجب إخراجه وتقديمه إلى الناس، من ذلك هذا الخبر الذي لا تقول فيه: إنه خبر مفيد، أو: لا يخلو من فائدة، بل نقول: إنه الفائدة أنى تناولتها بالدراسة والتحليل.
قال أبو زرعة: (كنت بالرملة، فرأيت شيخة جالسا بحذائي إذا نظرت إليه سبح، وإذا لم أنظر إليه سكت، فقلت في نفسي: هذا شيخ يتصنع لي، فسألت عنه؟ فقالوا: هذا محمد بن أيوب بن سويد.
فقلت لبعض أصحابنا: اذهب إليه، فأتيناه، فأخرج إلينا كتب أبيه أبوابًا مصنفة بخط أيوب بن سويد، وقد بيض أبوه كل باب، وقد زيد في البياض أحاديث بغير الخط الأول، فنظرت فيها، فإذا الذي بخط الأول أحاديث صحاح، وإذا الزيادات أحاديث موضوعة ليست من حديث أيوب بن سويد.
فقلت: هذا الخط الأول خط من هو؟ فقال: خط أبي. فقلت: هذه الزيادات خط من هو؟ قال: خطي. قلت: فهذه الأحاديث من أين جئت بها؟
المقدمة / 9
- و-
قال: أخرجتها من كتب أبي. قلت: لا ضير، أخرج إلي كتب أبيك التي أخرجت هذه الأحاديث منها.
قال أبو زرعة: فاصفر لونه وبقي (^١)، وقال: الكتب ببيت المقدس. فقلت لا ضير، أنا أكتري فيجاء بها إلي، فأوجه إلى بيت المقدس، وأكتب إلى من كتبك معه حتى يوجهها فبقي ولم يكن له جواب.
فقلت له: ويحك أما تتقي الله! ما وجدت لأبيك ما تفقه (؟) به سوي هذا؟! أبوك عند الناس مستور وتكذب عليه! أما تتقي الله! فلم أزل أكلمه بكلام من نحو هذا ولم يقدر لي على جواب).
وهكذا يحفل هذا السفر بعلم جم غزير نادر، أصيل في بابه، يجمع العلم وأخبار العلم، وفيه ما يفتح للباحث آفاقا جديدة ويسهم في حل بعض ما يشكل عليه.
واستيفاءً لأقوال أبي زرعة في الرجال، فقد عقد المحقق بابا ثالثا، جمع في فصوله الثلاثة الأولى أسماء الرواة الذين نقل عن أبي زرعة جرحهم، ولم يذكروا في الكتابين السابقين، ثم أسماء الرواة الذين عدلهم، ثم أسماء الذين روى عنه تعديلهم وتجريحهم.
وإنصافا للحق وأهله، فقد لاحظ فضيلة الدكتور جزاه الله خيرا أن أبا زرعة ﵀ إمام مجتهد في هذا الفن، قد تختلف أنظاره مع غيره من الأئمة المجتهدين الآخرين، وقد يكون بدرت منه كلمات في الجرح خضعت العوامل زمنية أو نفسية، فختم كتابه بفصل رابع هام جدًا (انتقاد أبي زرعة لبعض الأئمة والدفاع عنهم) وقدم له بحكم كلام العلماء في بعضهم بعضا، وأتى بالكلمة الرائعة للامام ابن جرير الطبري ﵀: «ولو كان كل من ادعى عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادعى به وسقطت عدالته وبطلت شهادته لذلك: للزم ترك أكثر محدثي
_________
(^١) أي أفحم وبقي ساكتا.
المقدمة / 10
- ز -
الأمصار، ومن ثبتت عدالته لم يقبل فيه الجرح، وما تسقط العدالة بالظن».
وغير ذلك من النقول عن المتقدمين والمتأخرين.
ويجد القارئ في هذا الفصل الختامي جولات للمحقق علمية موفقة، وموازنات حكيمة سديدة، جزاه الله خيرا، وبارك بجهوده ويسر له إمتاع المسلمين بمؤلفات أخرى وتحقيقات تزيد في النفع على ما قدم، إنه ولي كل خير وإنعام.
وإن الجامعة الإسلامية التي تضم نخبة صالحة من أبناء العالم الاسلامي لترجو الله تعالى أن يوفقها لتخريج علماء عاملين، دعاة مخلصين، على نهج سلفنا القديم وأن يوفق القائمين عليها لكل خير، في مقدمتهم جلالة الملك خالد وسمو ولي عهده، فإنهما يبذلان لهذه الجامعة كل ما يدفع بها إلى الأمام، ويرفعها لتأدية رسالتها كما ينبغي لها.
أيدهما الله ووفقها لكل خير وبر - والحمد لله رب العالمين. .
المقدمة / 11
مقدمة
في اختيار الموضوع ومنهج البحث فيه
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وبعد ..
فإن الله ﷾ قد بعث محمدًا ﷺ خاتمًا للنبيين والمرسلين، وبالرسالة الشاملة للناس أجمعين، وأنزل عليه القرآن الكريم، ومثله معه ليبين للناس ما نزل إليهم من أوامره ونواهيه، فصدع بالحق المبين واستقام بأمر الدين وجاهد ونافح حتى اكتمل التنزيل وأشهد أصحابه على ذلك بقوله في حجة الوداع: " … ألا هل بلغت" والخلق من حوله وعلى مد البصر يقولون: " … بلى قد بلغت" فيقول: "اللهم فاشهد" وانتقل إلى الرفيق الأعلى والقرآن قد اكتملت أحكامه ودونت سوره وآياته ووعته قلوب الرجال وحفظته صدورهم وذلك وعد الله ﷾ بقوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (^١).
أما الوحي الثاني وهو البيان المتمثل - بالسنة النبوية - بقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ (^٢)، فقد وعاها الصحابة رضي الله
عنهم وحرصوا عليها كل الحرص فهي الواقع العملي في حياتهم كافة، وهي
_________
(^١) سورة الحجر: الآية ٩.
(^٢) سورة النحل: الآية ٤٤.
1 / 5
الترجمان والبيان لمجمل القرآن، وقد أمروا بالتثبت على أتباعها. قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (^١). واشترط لمحبته اتباع نبيه الكريم ﵊ في جميع الأحكام، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ (^٢). وقرن طاعة الرسول بطاعته فقال ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ (^٣)، فكانت السنة النبوية محفوظة مصونة من التحريف والتزوير، وقد رأى بعض الصحابة ﵃ من حرصهم على حفظها - أن يدونها لا سيما بعد أن اطمأنوا إلى أن القرآن الكريم اكتمل جمعه وتدوينه، وزال الخوف من التباسه واختلاطه بغيره، واستثنائًا بقوله ﵊ يوم فتح مكة "اكتبوا لأبي شاة" (^٤) وغير ذلك. فكتبوا صحفًا ضمنوها بعض أقواله وأحكامه وأفعاله كصحيفة سعد بن عبادة الأنصاري، وصحيفة أبي هريرة، وصحيفة عبد الله بن أبي أوفى، وصحيفة جابر بن عبد الله، والصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص، والصحيفة الصحيحة لهمام بن منبه، إضافة إلى ما كان يكتبه الخلفاء لبعض القبائل أو العمال ككتاب أبي بكر الصديق لأنس بن مالك في فرائض الصدقة التي سنها الرسول ﷺ، وكتاب عمر بن الخطاب لعتبة بن فرقد، وصحيفة علي بن أبي طالب التي كان فيها العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر (^٥).
قال الحافظ ابن رجب: "اعلم أن العلم المتلقى من النبي ﷺ من أقواله وأفعاله، كان الصحابة ﵃ في زمن نبيهم ﷺ يتداولونه بينهم حفظًا له ورواية، ومنهم من كان يكتب .. " ثم
_________
(^١) سورة الحشر: الآية ٧.
(^٢) سورة آل عمران: الآية ٣١.
(^٣) سورة النساء: الآية ٨٠.
(^٤) انظر: صحيح البخاري ج ١، ص ٣٨ لكنه يذكر (لأبي فلان) بدل (لأبي شاه) وانظر كذلك: مسند أحمد ج ١٢، ص ٢٣٥، وتقييد العلم للخطيب البغدادي ص ٨٩.
(^٥) انظر: بحوث في تاريخ السنة المشرفة للدكتور الفاضل أكرم العمري، ص ٢٢٢ - ٢٢٤، وانظر كذلك: تاريخ التراث العربي ج ١، ص ٢٣٢ - ٢٣٥، ٢٥٤ - ٢٥٥.
1 / 6
قال: "ثم بعد وفاة النبي ﷺ كان بعض الصحابة يرخص في كتابة العلم، وبعضهم لا يرخص في ذلك. ودرج التابعون أيضًا على مثل هذا الاختلاف" (^١).
ولما وقعت الفتنة الظلماء، والمحنة الدهياء بمقتل صهر رسول الله ﷺ وثالث الخلفاء عثمان بن عفان شهيد الدار ﵁، ركب الناس الصعب والذلول، وهاجوا وماجو وولجوا الفتن وزين لهم إبليس - لعنه الله - المعاصي ملبّسة بثياب الطاعات، أخذ رؤوس الفتن ومشايعوهم يضعون الأحاديث لنصرة مذهبهم، ولزيادة سوادهم، وإضلال الناس عن دينهم، إضافة إلى ذلك دور الزنادقة والشعوبيين وأبناء المجوس وغيرهم ممن ادعى محبة أهل بيت النبي الكريم، وهم يضمرون للإسلام الشر الدفين، وكذا القصاص، والجهال من الصالحين (^٢).
فهبّ رجال شرح الله صدورهم للتقوى، وجعل في قلوبهم الحمية والغيرة على سنة نبيه الكريم ﷺ، فأخذوا يفتشون عن الرجال ويميزون الأصيل من الدخيل، والمستقيم من الإفك المبين، ونذروا أنفسهم لله، وتركوا الأهل والأحباب والديار والأتراب، وشدوا الرحال، وأخذوا بالأسباب، وبحثوا عن آثار المصطفى ﷺ حيث نزل الأصحاب ﵃ وصبروا على تدوينها، وصابروا على حفظها، وتظافرت الجهود، والتحمت الأفكار، فوضعوا قوانين للسنة النبوية، وميزوا بين الرجال العدول الثقات، عن المجروحين والكذابين وصنفوهم حسب الأمصار أو الطبقات، وميزوا بين من تشرف بمرتبة الصحبة، عمن انتحلها أو وهم فيه، واهتموا بالإسناد، وعدوه من عدتهم، حتى إن سفيان الثوري قال: " الإسناد سلاح المؤمن" (^٣)، وقال ابن مبارك: "الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء" (^٤).
_________
(^١) انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب، ص ٦٤.
(^٢) انظر: المجروحين ج ١، ص ٦٢ - ٨٨.
(^٣) المجروحين لابن حبان ج ١، ص ٢٧.
(^٤) المجروحين لابن حبان ج ١، ص ٢٧.
1 / 7
ومن ثمرة هذه الجهود المباركة ظهور علم الجرح والتعديل (^١) بشكل منسق منضبط بقواعد وأصول، واستخدام مصطلحات وألفاظ دقيقة محكمة تعارف عليها أئمة هذا الشأن. فكان علمًا مستقلًا متكاملًا، ومن أتقنه، فقد أتقن نصف العلم. قال علي بن المديني: " الفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم" (^٢).
لذلك لم يتقنه إلا نزر يسير في كل طبقة من طبقات حفاظ المحدثين. ومن هؤلاء الأئمة الذين عرفوا به شعبة بن الحجاج (ت (١٦٠) هـ)، وسفيان الثوري (ت (١٦١) هـ) والإمام مالك (ت (١٧٩) هـ)، ثم بعدهم ابن المبارك (ت (١٨١) هـ)، ووكيع بن الجراح (ت (١٩٧) هـ) ويحيى بن سعيد القطان (ت (١٩٨) هـ) والإمام الشافعي (ت (٢٠٤) هـ). وبعدهم يحيى بن معين (ت (٢٣٣) هـ) وعلي بن المديني (ت (٢٣٤) هـ)، وزهير بن حرب أبو خيثمة (ت (٢٣٤) هـ)، وعبيد الله بن عمر القواريري (ت (٢٣٥) هـ)، وإسحاق بن راهويه (ت (٢٣٨) هـ) وأحمد بن حنبل (ت (٢٤١) هـ). وبعدهم عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت (٢٥٥) هـ)، ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت (٢٥٦) هـ)، ومحمد بن يحيى الدهلي النيسابوري (ت (٢٥٨) هـ)، ومسلم بن الحجاج (ت (٢٦١) هـ) وأبو زرعة الرازي (ت (٢٦٤) هـ)، وأبوداود السجستاني (ت ٢٧٥) وغير هؤلاء، ولقد تميز هؤلاء المذكورون عن الكثير من الحفاظ المتقنين بالإمعان في الحفظ وكثرة الكتابة وأفرطوا في الرحلة، وواظبوا على السنة والمذاكرة والتصنيف والمدارسة.
وهكذا حفظ الله ﷾ لنا المصدر الثاني في التشريع بعد كلامه
_________
(^١) أن نقد الرجال والتحري عن ضبط الرواة للحديث ابتدأ منذ عمر الصحابة ﵃ فتكلم في الرجال عمر، وعلي، وابن عباس، وابن سلام، وابن الصامت، وأنس، وعائشة، وصرح كل منهم بتهذيب من لم يصدقه فيما قَال. وكذا من التابعين كالشعبي، وابن سيرين، وابن المسيب، وابن جبير. وأما بالشكل المنضبط بالقواعد والمصطلحات، فنشأ في القرن الثاني، واستمر واكتمل في القرن الثالث. انظر: الإعلان بالتوبيخ ص ٧٠٦ وما بعدها والمجروحين لابن حبان ج ١، ص ٣١ - ٥٨.
(^٢) انظر: المحدث الفاصل ص ٣٢٠، ومقدمة الذهبي في تذهيب تهذيب الكمال.
1 / 8
العزيز الوجيز بتسخير الثقات العدول لخدمة السنة النبوية وحفظها، الذين قال فيهم الرسول الكريم ﷺ "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" (^١).
فوصلت إلينا كاملة المعالم شاملة الأغراض، متعددة الطرق مبينًا ناسخها من منسوخها، وخاصها من عامها، ولا يماري في ذلك إلا جاهل ضيق التفكير، أو حاقد مغرض، أو رافضي معاند، أو كتابي مكابر.
ولقد خلد لنا سجل حفاظ الآثار النبوية الكثير منهم، ومن بين هؤلاء الذين جمعوا بين معرفة الرجال وصنفوا فيهم، وميزوا بينهم وعلى خبرة شاملة لعلل الحديث، ودراية واسعة بفقهه، محدثنا أبو زرعة عبيد الله ابن عبد الكريم الرازي، الذي حاز الرتبة المتقدمة بين أقرانه وشيوخه، فتواتر ثناؤهم عليه، ولذلك الثناء العاطر والمنزلة المرموقة بين جهابذة الحفاظ، ولما اجتمع فيه من علم غزير بالسنة النبوية بجميع فنونها وعلومها اخترته موضوعًا لنيل درجة الدكتوراه والذي شجعني على ذلك ما حازه كتابه الضعفاء من الشهرة الواسعة بين أوساط المحدثين، لما اشتمل عليه من المادة الغزيرة التي أسهمت إسهامًا واضحًا في دعم وترسيخ علم الرجال، وذلك بالكشف عن حال ودرجة الكثير من حملة السنة ورواة الآثار.
وقد جعلت الرسالة في مقدمة، وثلاثة أبواب، وخاتمة.
_________
(^١) قال القسطلاني عن هذا الحديث: "رواه من الصحابة أسامة بن زيد، وابن عمر، وابن عمرو، وابن مسعود، وابن عباس، وجابر بن سمرة ومعاذ، وأبو هريرة- ﵃ وأورده ابن عدي من طرق كثيرة كلها ضعيفة كما صرح به الدارقطنى وأبو نعيم، وابن عبد البر لكن يمكن أن يتقوى بتعدد طرقه ويكون حسنًا كما جزم به ابن كيكلدي العلائي". انظر: إرشاد الساري ج ١، ص ٤ ورواه الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث من طريق معاذ بن جبل، وأبي هريرة، وأسامة بن زيد، وروى بسنده إلى مهنأ بن يحيى أنه قال: "سألت أحمد - يعنى ابن حنبل- عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري … " وذكر الحديث …، فقلت لأحمد: "كأنه كلام موضوع! قال: لا هو صحيح. فقلت: ممن سمعته أنت قال: من غير واحد. قلت: من هم؟ قال: حدثني به مسكين؟ إلا أنه يقول: معان، عن القاسم بن عبد الرحمن. قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به". انظر: شرف أصحاب الحديث، ص ١١، ٢٨، ٢٩، ٣٠، وانظر: الجرح والتعديل ج ١/ ق ١/ ١٧ حيث روى ابن أبي حاتم هذا الحديث بسنده وانظر كذلك: التمهيد لابن عبد البر، ج ١، ص ٥٩.
1 / 9
تكلمت في المقدمة عن السنة وأهميتها، وجهود العلماء في المحافظة عليها وحرصهم عل تدوينها وخدمتها، وعن سبب اختياري لهذا الموضوع، وعن خطتي في البحث.
أما الباب الأول: فخصصته لدراسة حياة الإمام أبي زرعة الرازي، ويقع في تسعة فصول.
فالفصل الأول: هو عبارة عن التعريف بالمراكز العلمية في بلاد خراسان وما جاورها، وتعريف بمدينة الري، بلد أبي زرعة. وتكلمت عن طبقات المحدثين في الري ابتداء من عصر التابعين حتى عصر أبي زرعة، وكذلك ذكرت أهم العوائل العلمية، ثم تكلمت عن الفرق الكلامية والمذاهب الفقهية في البلد، وأثر ذلك على محدثنا، ودوره فيها. ثم ختمت الفصل بأهمية الريّ بالنسبة للمراكز العلمية الأخرى.
وأما الفصل الثاني: فقد تناول اسمه، ونسبه، وكنيته، وهو: عبيد الله ابن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ بن داود، مولى عياش بن مطرف بن عبيد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرش المخزومي، أبو زرعة الرازي. وذكرت سبب تكنيته بهذه الكنية، والاختلاف في تحديد السنة التي ولد فيها، ورجحت أحد التواريخ الأربعة وهو عام ١٩٤ هـ، مع سرد للمصادر التي ترجمت له. وذكرت أسرته، ومن اشتهر بها بطلب العلم.
أما الفصل الثالث: فخصصته بنشأته العلمية وتحصيله لعلوم الحديث مع ذكر رحلاته إلى المراكز العلمية في ذلك العصر، وذكر أخباره وأحواله في كل بلد.
أما الفصل الرابع: فهو خاص بمشيخته، حيث جمعت شيوخه من المصادر المخطوطة والمطبوعة، وأقول وبكل ثقة، أصبح هذا الفصل المصدر الرئيسي لشيوخه، حتى من تحمل عنهم الحديث بطريق المكاتبة، ثم بينت في هذا الفصل أيضًا الرواة الذين ترك الرواية عنهم. وختمته بمناقشة لقول ابن حجر حيث نص على أن كل من حدث عنه أبو زرعة يعد ثقة، وبينت بالأدلة أن هذا القول لا يؤخذ مطلقًا، بل قد يروي عن بعض الضعفاء وشأنه في هذا شأن الأئمة.
1 / 10
أما الفصل الخامس: فهو خاص بتلاميذه والرواة عنه، وقد جمعتهم من كتب الرجال والتواريخ مطبوعة ومخطوطة.
أما الفصل السادس: فهو خاص بعلومه ومؤلفاته. أما علومه فقد ذكرت نماذخ منها كمعرفته بعلم القراءات، ومعرفته وإتقانه لموطأ الإمام مالك، وكذلك بعض أقواله في مصطلح الحديث، وأما مؤلفاته فعددتها وتكلمت عنها وأقمت الأدلة على نسبتها إليه، ومصادره في بعضها كالتفسير مع ذكر بعض النماذج التي وقفت عليها من التفسير والمسند وأعلام النبوة وغيرها.
أما الفصل السابع: فأفردته بحفظه- باعتباره أحد الحفاظ القلائل الذين حازوا هذه الرتبة- فذكرت طائفة من أقوال وثناء العلماء عليه، ثم تكلمت عن مكانته أيضًا بين علماء عصره، وحبهم وتقديرهم له مع ذكر أقوال طائفة منهم وبعض رسائلهم التي كانوا يرسلونها إليه متضمنة الثناء العاطر والشكر المتواصل مع الدعاء.
أما الفصل الثامن: فتكلمت فيه عن مذهبه الفقهي، وإحاطته بالمذاهب الفقهية المشهورة، وذكرت عقيدته مع جملة من أقواله في المعتقد، واعتمدت في الدرجة الأولى على عقيدته التي ضمنها هبة الله اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة، وتكلمت فيه أيضًا عن زهده ومحبته لزهاد عصره وأدبه معهم، وختمت الفصل بذكر وفاته وبعض الأشعار التي قيلت في رثائه.
أما الفصل التاسع: فهو خاص بمنهجه في تعليل الأحاديث، فقدمته بكلام عن العلة وأهمية العلم بمعرفة علل الحديث، ومعرفة أبي زرعة فيه، وثناء بعض الأئمة عليه في ذلك، مع ذكر بعض الحوادث التي تشهد لتلك المعرفة، ثم شرعت في بيان منهجه، وذلك من خلال دراستي لكتاب علل الحديث لابن أبي حاتم، الذي هو عبارة عن أسئلة وجهها لأبيه وأبي زرعة في علل الحديث.
أما الباب الثاني: فيتكون من تمهيد، والنص الذي حققته، ويتضمن
1 / 11
كتاب أسماء الضعفاء والمتكلم فيهم لأبي زرعة المسمى بـ (كتاب الضعفاء) مع أجوبته على أسئلة البرذعي أيضًا.
أما التمهيد، فيتكون من اثنتي عشرة فقرة:
الأولى: في اسم الكتاب، ومؤلفه.
والثانية: في أهم الأسئلة المدونة.
والثالثة: في أهمية أجوبة أبي زرعة.
والرابعة: المصنفات التي نقلت عن الأجوبة.
والخامسة: منهج أبي زرعة في الأجوبة.
السادسة: الشيوخ الذين روى عنهم واستدل بأقوالهم في الأجوبة.
السابعة: الرجال الذين ذكرهم في الأجوبة.
الثامنة: ألفاظ التجريح التي أطلقها في الرواة.
التاسعة: ملاحظات حول كتاب أسامي الضعفاء له.
العاشرة: تراجم رواة الأجوبة.
الحادية عشرة: وصف المخطوطة.
الثانية عشرة: منهجي في التحقيق.
ثم بعد التمهيد حققت النص المذكور بالطريقة التي وصفتها في الفقرة الثانية عشرة من التمهيد.
أما الباب الثالث: فيتكون من أربعة فصول:
الفصل الأول: جمعت فيه أسماء الرواة الذين جرحهم أبو زرعة ولم يرد ذكرهم في أجوبته على أسئلة البرذعي، ولا في كتابه الضعفاء. وهذا الفصل يعتبر كالمستدرك للنص المحقق.
أما الفصل الثاني: فقد جمعت فيه أسماء الرواة الذين عدّلهم أبو زرعة مع ألفاظ التوثيق فيهم، من كتب الجرح والتعديل والطبقات والتواريخ.
أما الفصل الثالث: فذكرت فيه الرواة الذين جرحهم أبو زرعة مرة ووثقهم مرة أخرى وبينت السبب في ذلك.
أما الفصل الرابع: فهو خاص بالأئمة الذي انتقدهم أبو زرعة وجرحهم مع الدفاع عنهم، وحاولت التوفيق بين الأقوال والأسباب الداعية لذلك.
وأما الخاتمة، فقد ضمنتها النتائج التي توصلت إليها بعد دراستي لهذا الإمام الحافظ.
1 / 12
ولقد رأيت من إتمام الفائدة أن أضع خلاصة لهذه الرسالة باللغة الإنكليزية، كي يعلم من تهمهم الدراسات المتعلقة بالسنة النبوية وحفاظها ما احتوته الرسالة.
ولقد زودت الرسالة ببعض الصور التوضيحية وخارطة موضح فيها الأماكن التي رحل إليها أبو زرعة الرازي طلبًا للسنة النبوية، وكذلك بعض لوحات من المخطوط كي يطلع القارئ الكريم على صعوبة خطها ومشكلاته وبعض الأماكن المهمة منه كبداية الكتاب مع سند روايته، ونهايته، وبداية كتاب الضعفاء. ووضعت بعد هذه المقدمة الرموز المستخدمة عند المحدثين التي تدل على المصنفات التي فيها أحاديث ذلك الراوي، لأني قد وضعت أمام كل راو الرمز المتعلق به.
وفي ختام هذه المقدمة أرى لزامًا علي أن أوفي صاحب الحق حقّه، وذا الفضل فضله، وأن من أولى الناس بهذا، فضيلة الأستاذ الدكتور الحسيني عبد المجيد هاشم المشرف على هذه الرسالة، لما قدمه لي من جهد وتوجيه كريم- على كثرة أعماله ومسؤولياته وضيق وقته. كما أسجل شكري وتقديري لأستاذي الفاضل الدكتور القدير أكرم ضياء العمري وكذلك الأستاذ الكريم الدكتور محمود الميرة لما أبدياه من ملاحظات قيمة نافعة أسهمت في خدمة الرسالة فجزاهما الله خير الجزاء ونفع بهما طلاب العلم.
وأشكر السيد الفاضل صبحي السامرائي الذي انتفعت بمكتبته العامرة، من الكتب المخطوطة والمطبوعة.
وكذلك أتوجه بخالص الشكر والتقدير للجامعة الإسلامية لسعيها في نشر هذا الكتاب وغيره من كتب السلف الصالح.
كما أشكر أيضًا إدارة وعمال الشركة المتحدة على جهودهم في إخراج الكتاب بهذه الصورة.
وأسأل الله أن يرزقني الإخلاص، وينظمنا في موكب خدام سنة نبيه الكريم، وأن يجنبنا الزلل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1 / 13
الرموز المستخدمة
للدلالة على الكتب التي خرجت أحاديث الرواة الذين ورد ذكرهم في هذه الرسالة:
(ع) للستة
(٤) للأربعة
(خ) للبخاري
(م) لمسلم
(د) لأبي داود
(ت) للترمذي
(س) للنسائي
(ق) لابن ماجة
(خت) للبخاري في التعاليق
(بخ) للبخاري في الأدب المفرد
(ى) للبخاري في جزء رفع اليدين
(عخ) للبخاري في خلق أفعال العباد
(ز) للبخاري في جزء القراءة خلف الإمام
(مق) لمسلم في مقدمة كتابه (الجامع الصحيح)
(مد) لأبي داود في المراسيل
(قد) لأبي داود في القدر
1 / 14
(خد) لأبي داود في الناسخ والمنسوخ
(ف) لأبي داود في كتاب التفرد
(صد) لأبي داود في فضائل الأنصار
(ل) لأبي داود في المسائل
(كد) لأبي داود في مسند مالك
(تم) للترمذي في الشمائل
(سي) للنسائي في اليوم والليلة
(كن) للنسائي في مسند مالك
(ص) للنسائي في خصائص علي
(عس) للنسائي في مسند علي
(فق) لابن ماجة في التفسير
(أ) للإمام أحمد في المسند
(فه) للإمام أبي حنيفة في المسند
(فع) للإمام الشافعي
(ك) للإمام مالك في الموطأ
1 / 15