وفيما كانت الباخرة تسير رأت باكيتا على الضفة اليسرى منزلا أنيقا، فقالت: انظروا، ما أجمل هذا المنزل!
فنظر البرنس وفيلكس إلى المكان الذي أشارت إليه، فرأيا منزلا جميلا تحيط به الأشجار الباسقة، وتتكسر أمواج البحيرة الزرقاء على جوانبه، وتنهدت باكيتا وقالت: كم كنت أود أن أعيش هنا ولو شهرين.
فقال البرنس: أتريدين أن تشتري هذا المنزل؟ وكان واقفا وراءه رجل من أهل سويسرا، سمع قول البرنس الأخير فقال له: لقد فات الأوان يا سيدي، فإن هذا المنزل قد اشتراه منذ ثلاثة أيام شيخ يظنون أنه فرنسي ولا يصحبه غير خادمين، ولكنه مريض جدا، والظاهر أنه على وشك الموت.
قال: كيف عرفت ذلك؟
أجاب: إني تاجر من أهل برن
Berne
وإني أسافر منها كل يومين إلى زيوريخ
Zurich ، وقد كنت وإياه في مثل هذه السفينة منذ ثلاثة أيام، فعلمت أن أيامه باتت معدودة، وإذا صبرت أسبوعين عرض هذا المنزل للبيع؛ إذ لا بد من موت صاحبه.
وبينما الباخرة تسير إذ وقفت فجأة، فإن قاربا خرج من الشاطئ، وسار إليها وهو يلوح براية، وكان في هذا القارب اثنان أحدهما راكب والآخر بحار، وقد خطر لباكيتا خاطر حين وقوف السفينة، فسألت السويسري قائلة: هل يوجد بين البيوت الصغيرة التي نراها في هذه القرية بيوتا معدة للتأجير؟
قال: نعم يا سيدتي.
Unknown page