أجاب: سل ما تشاء.
قال: لقد رأيت منك أنك أكرهت البارون على السفر بنظرة واحدة نظرتها إليه، فهل انتهى ضرره عند هذا الحد؟
أجاب: كلا!
قال: لعله يصاب بعد ذلك بمصاب؟
أجاب: دون شك، فهو سيموت موتا عجيبا.
وكان بعض الناس قد دنوا منهما، وسمعوا الحديث، وكان بينهم السائح الإنكليزي، فقال لصاحب الكلب الأسود: إني لو عرفت ذلك من قبل لتبعت البارون، فابتسم وقال له: إنك تستطيع اللحاق به أيها اللورد، فإنه سيكون بعد ثمانية أيام عند «معبد الدين»، فإذا أردت أن تدركه فلك ذلك، ولكني أحذرك من أمر لا بد أن تحذر منه؛ هو ألا تدعه ينظر إليك حين موته.
قال: وإذا نظر إلي ماذا يكون؟
أجاب: يكون أنك تموت أيضا في العام نفسه.
قال: لا أبالي بالموت فقد كنت عازما على الانتحار في هذا العام؛ لأني مللت الحياة.
وعند ذلك وقفت مركبة سفر عند باب الفندق، وخرج منها رجلان وامرأة، وكانت المرأة بارعة الجمال غير أن وجهها كان يدل على الهم والقلق، وهي لا تفتأ تنظر إلى أحد الرجلين نظرات إشفاق، فإنه كان يمشي مشيا بطيئا يدل على ضعفه، وعلى أنه ناقه من مرض.
Unknown page